شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٧
قوله: (وقال إذا أراد الله عز وجل بعبد خيرا) أن أريد بالخير توفيقه تعالى وهداياته الخاصة لحسن استعداد العبد فالإرادة على حقيقتها وان أريد به الايمان وتوابعه من الاعمال الصالحة والاخلاق الفاضلة يرد أنه تعالى أراد خير جميع العباد بهذا المعنى ويمكن دفعه بأن الإرادة حينئذ تعود إلى اعتبار كونه عالما بما في العبد من الميل إلى الخيرات والعزم على امتثال أو امره والاجتناب عن نواهيه، فإذا علم منه ذلك توجه إليه لطفه فيطيب روحه ونفسه عن الفضايح ويطهر جسده وقواه عن القبائح فلا يسمع شيئا من الخير الا عرفه وصدق به وعمل به وان كان من العمليات ولا يسمع شيئا من المنكر إلا أنكره وعرف قبحه وتركه، وهكذا يفعل الله بعباده إذا علم صدق نياتهم وحسن استعدادهم.
قوله: (الطينات ثلاث) الأولى طينة الأنبياء والمؤمنين المقرين بهم، والثانية طينة الكفرة والنواصب المنكرين المعاندين لهم، والثالثة طينة المستضعفين الذين لا يقرون بهم ولا يعاندونهم ، وهذا التقسيم باعتبار المخلوق منها، فلا ينافي ما مر في باب خلق أبدان الأئمة من أن الطينات عشرة لأن ذلك باعتبار مبدء الخلق، تأمل تعرف.
قوله: (والمؤمن من تلك الطينة) أي قلبه أم الأعم منه ومن البدن لأن المراد بتلك الطينة طينة الجنة وهي تشملها إلا ان الانبياء خلقت قلوبهم وأبدانهم من صفوتها، أو خالصها، وأما أرواحهم فمن فوق ذلك كما مر، وهم الأصل في الايجاد والمقصودون أصالة في خلق هذا النوع ولهم فضلهم في العلم والعمل والتقدم والتقرب التام بالحق وارشاد، والمؤمنون فرع الأنبياء وتلوهم في القصد والايجاد أبدانهم خلقت من طين لازب وهوم ثفل عين الأنبياء سمى به لأنه الزق وأصلب من الصفو المذكور، وأما قلوبهم فخلقت مما خلق من الأنبياء كما مر وكما لم يفرق الله تعالى بين الأنبياء وشيعتهم في الخلقة والطينة كذلك لا يفرق بينهما في الدنيا والآخرة لأن الفرع مع الأصل والتابع من المتبوع.
قوله: (وقال طينة الناصب من حماء مسنون) الحماء الطين الأسود والمسنون المتغير المنتن وهو طين سجين، وقد روى أن الله عز وجل خلق أرضا خبيثة سبخة منتنة، ثم فجر منها ماء أجاجا مالحا فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام حتى طبقها وعمها، ثم نضب ذلك الماء عنها ثم أخذ من ذلك الطين فخلق منه الطغاة الكفرة وأئمتهم.
قوله: (وأما المستضعفون فمن تراب) أن خلقوا من تراب غير ممزوج بماء عذب زلال كما مزجت به طينة الأنبياء والمؤمنين، ولا بماء آسن أجاج كما مزجت به طينة الكافرين، فلا يكونون من هؤلاء ولا من هؤلاء ولله المشية فيهم إن شاء الله أدخلهم في رحمته وإن شاء أخرجهم منها.
(٧)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، الصدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428