وقع النزاع يوم القيامة لأن طينة النار لا تدخل الجنة وطينة الجنة لا تدخل النار. يدل على هذا ما ذكره الصدوق في آخر العلل في حديث طويل، ولولا التخليط لما صدر من المؤمن ذنب قطعا ولا من الكافر حسنة أصلا وفيه مصالح جمة:
منها اظهار قدرته باخراج الكافر من الكافر من المؤمن وبالعكس دفعا لتوهم استنادهم إلى الطبايع كما قال جل شأنه (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي».
ومنها ظهور رحمته في دولة الكافرين إذ لو لم يكن رابطة الاختلاط ولم يكن لهم رأفة وأخلاق حسنة كانوا كلهم بمنزلة الشياطين فلم يتخلص مؤمن من بطشهم.
ومنها وقع المؤمن بين الخوف والرجاء حيث لا يعلم أن الغالب فيه الخير أو الشر.
ومنها رفع العجب عنه بفعل المعصية.
ومنها الرجوع إليه عز وجل في حفظ نفسه عنها.
قوله: (فقلوب المؤمنين تحن) أي تميل قلوب المؤمنين إلى عليين وقلوب الكافرين إلى سجين لميل كل إلى أصله.
لا يقال هذا الحديث ومثله ويرفع الاختيار ويوجب الجبر (1) لأنا نقول: - والله أعلم - ان الله جل شأنه لما خلق الأرواح كلها قابلة للخير والشر وعلم أن بعضها