وأحوالها بمنزلة المادة وسائر الأحوال بمنزلة الصورة.
قوله: (أخبرنا محمد بن يعقوب قال حدثني) لم يوجد في أكثر النسخ والوجه على، تقدير وجوده ما ذكرناه في أول الكتاب.
قوله: (ان الله عز وجل خلق النبيين) أي أوجدهم أو قدر وجودهم من طينة الجنة على تفاوت درجاتها، ونبينا (صلى الله عليه وآله) وأوصياؤه عليهم السلام خلقوا من طينة أعلاها كما سيجيء وإضافة الطينة اما بتقدير اللام أوفى أومن.
قوله: (قلوبهم وأبدانهم) بيان أو بدل للنبيين لعل المراد بالقلب هنا الجسم المعروف (1) يعتلق به الروح أو لا فلا ينافي ما مر في باب خلق أبدان الأئمة من أن أجسادهم مخلوقة من طينة عليين وأرواحهم مخلوقة من فوق ذلك وهو نور العظمة كما في حديث آخر على أنه لو أريد به الروح لامكن الجمع بجعل الطينة مبدءا لها مجازا باعتبار القرب والتعلق أو بتخصيص النبيين بغيره (صلى الله عليه وآله)، ويؤيده خبر محمد بن مروان المذكور في ذلك الباب.
قوله: (وخلق قلوب المؤمنين) أي خلق قلوب المؤمنين من طينة عليين وهي جنة عدن وخلق أبدانهم من دون ذلك بدرجة ولذلك صارت قلوبهم ألطف وألين من أبدانهم، ووقع الاقتراب بالاقتفاء والافتراق في النبوة بينهم وبين النبيين.
قوله: (وخلق الكفار) أي خلق الكفار قلوبهم وأبدانهم من طينة جهنم على تفاوت دركاتها باعتبار تفاوت حالاتهم في العتو والطغيان، ولذلك صارت قلوبهم وقواهم في الغلظة والكثافة مثل أبدانهم ولم يذكر هنا اتباعهم لأن نوع: الكفر يشملهم بخلاف النبوة فإنها لا تشمل جميع المؤمنين.
قوله: (فخلط بين الطينتين) الظاهر أنه خلق منها آدم (عليه السلام) فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن فيخرج من المؤمن ما كان فيه من طينة سجين ويظهر منه ويخرج من الكاف رما كان فيه من طينة عليين، وهذا معنى قول أبي عبد الله (عليه السلام): ثم نزع هذه من هذه وهذه من هذه ولو لم يلد المؤمن الذي فيه شيء من طينة سجين كافرا ولا الكافر الذي فيه شيء من طينة عليين مؤمنا