شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٤
وأحوالها بمنزلة المادة وسائر الأحوال بمنزلة الصورة.
قوله: (أخبرنا محمد بن يعقوب قال حدثني) لم يوجد في أكثر النسخ والوجه على، تقدير وجوده ما ذكرناه في أول الكتاب.
قوله: (ان الله عز وجل خلق النبيين) أي أوجدهم أو قدر وجودهم من طينة الجنة على تفاوت درجاتها، ونبينا (صلى الله عليه وآله) وأوصياؤه عليهم السلام خلقوا من طينة أعلاها كما سيجيء وإضافة الطينة اما بتقدير اللام أوفى أومن.
قوله: (قلوبهم وأبدانهم) بيان أو بدل للنبيين لعل المراد بالقلب هنا الجسم المعروف (1) يعتلق به الروح أو لا فلا ينافي ما مر في باب خلق أبدان الأئمة من أن أجسادهم مخلوقة من طينة عليين وأرواحهم مخلوقة من فوق ذلك وهو نور العظمة كما في حديث آخر على أنه لو أريد به الروح لامكن الجمع بجعل الطينة مبدءا لها مجازا باعتبار القرب والتعلق أو بتخصيص النبيين بغيره (صلى الله عليه وآله)، ويؤيده خبر محمد بن مروان المذكور في ذلك الباب.
قوله: (وخلق قلوب المؤمنين) أي خلق قلوب المؤمنين من طينة عليين وهي جنة عدن وخلق أبدانهم من دون ذلك بدرجة ولذلك صارت قلوبهم ألطف وألين من أبدانهم، ووقع الاقتراب بالاقتفاء والافتراق في النبوة بينهم وبين النبيين.
قوله: (وخلق الكفار) أي خلق الكفار قلوبهم وأبدانهم من طينة جهنم على تفاوت دركاتها باعتبار تفاوت حالاتهم في العتو والطغيان، ولذلك صارت قلوبهم وقواهم في الغلظة والكثافة مثل أبدانهم ولم يذكر هنا اتباعهم لأن نوع: الكفر يشملهم بخلاف النبوة فإنها لا تشمل جميع المؤمنين.
قوله: (فخلط بين الطينتين) الظاهر أنه خلق منها آدم (عليه السلام) فمن هذا يلد المؤمن الكافر ويلد الكافر المؤمن فيخرج من المؤمن ما كان فيه من طينة سجين ويظهر منه ويخرج من الكاف رما كان فيه من طينة عليين، وهذا معنى قول أبي عبد الله (عليه السلام): ثم نزع هذه من هذه وهذه من هذه ولو لم يلد المؤمن الذي فيه شيء من طينة سجين كافرا ولا الكافر الذي فيه شيء من طينة عليين مؤمنا

1 - قوله «ولعل المراد بالقلب هنا الجسم المعروف» أقول وهو بعيد لأنه جعل مقابلا للأبدان، فالمراد منه الأرواح ويدفع المنافاة بين الخبرين بتعميم العليين في الخبر الثاني بأن يكون المراد من العليين أعنى ما خلق منه أرواح الأئمة في هذا الخبر أعم من العليين الذي ذكر في الخبر السابق لأن عالم العليين عالم طاهر مقدس من أدناس المادة مع أنه ذو مراتب فجسمهم وروحهم كلاهما من عليين إلا أن أرواحهم من مرتبة أعلى منه فتارة أطلق عليون على المرتبة الدنيا خاصة وقيل أرواحهم من فوق ذلك وتارة أطلق على جميع المراتب فقيل أرواحهم وأبدانهم من عليين والله العالم. (ش)
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428