قوله: (لا يتحول مؤمن عن ايمانه) بيان لحال كل واحد من الاقسام الثلاثة، ولا ينافيه ما قد يقع من التحول لأن المتحول من الايمان لم يكن مؤمنا في الحقيقة، وإنما اكتسب الايمان بما فيه من رائحة طينة المكتسبة بالمخالطة، فلما زالت عاد إلى ما كان عليه من الكفر في العهد القديم والمتحول من الكفر لم يكن كافرا في الحقيقة، وإنما اكتسب الكفر بما فيه من رائحة النار، فلما زالت عاد إلى ما كان عليه من الايمان وبالجملة الايمان في الأول حسنة نشأت من التخليط المذكور، والكفر في الثاني سيئة نشأت منه والتخليط قد يفضى إلى اتصاف كل واحد من الفريقين بصفات الآخر لكنه غير مستقر غالبا.
* الأصل 3 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن صالح بن سهل قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
جعلت فداك من أي شيء خلق الله عزوجل المؤمن؟ فقال: من طينة الأنبياء فلم تنجس أبدا.
* الشرح قوله: (من أي شىء خلق الله عز وجل طينة المؤمن) أريد بالمؤمن من علم الله تعالى أزلا ايمانه في عالم الأرواح ومن كان كذلك فهو مؤمن في عالم الأشباح أيضا ولذلك خلق الله قلبه وبدنه من طينة طينة طاهرة هي طينة الأنبياء، أما قلبه فمن صفوها، من تلك الطينة تابع لايمانه وسبب لكماله وهو لطف من الله تعالى مبسوط على من من يشاء من عباده.
* الأصل 4 - محمد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمد وغيره، عن محمد بن خلف، عن أبي - نهشل قال:
حدثني محمد بن إسماعيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام): إن الله جل وعز خلقنا من أعلى عليين وخلق قلون شيعتنا مما خلقنا منه وخلق أبدانهم من دون ذلك وقلوبهم تهوي إلينا، لأنها خلقت مما خلقنا منه، ثم تلا هذه، الآية (كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين * وما أدرك ما عليون * كتاب مرقوم يشهده المقربون) وخلق عدونا من سجين وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه وأبدانهم من دون ذلك فقلوبهم تهوي إليهم، لأنها خلقت مما خلقوا منه، ثم تلا هذه الآية: (كلا إن كتاب الفجار لفي سجين * وما أدراك ما سجين * كتاب مرقوم * ويل يومئذ للمكذبين).
* الشرح قوله: (خلقنا من أعلى عليين) أي خلق قلوبنا وأبداننا من أعلى أمكنة الجنة وأرفع درجاتها أو من أعلى المراتب وأشرفها وأقربها من الله عز وجل على احتمال، وخلق قلوب شيعتنا وتابعينا في