شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٣
والمقرون بالله واليوم الاخر والسعداء الواصلون إلى الله بمجاهدات نفسانية وقوة روحانية. ومن أريد كرامته في الدنيا بالهدايات وفي الآخرة برفع الدرجات فوجب لهم ما قال كما قال للذي بشماله منك الجبارون الذين يكسرون قلوب الخلايق وظهورهم واعناقهم بالجور والغلبة، والمشركون بالله والكافرون الجاحدون له أو لشيء من أحكامه وأموره الضرورية والطواغيت المجاوزون عن الحد والمقدار في العصيان، السابقون في طرق الشيطنة والضلالة والطغيان ومن أريد هو انه وشقوته في الدنيا بسلب التوفيق وإلا ذلال، وفي الآخرة بالاخذ والنكال فوجب لهم ما قال كما قال من الامر المذكور أو من قوله عز شأنه (فأما الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق).
قوله: (ثم ان الطينتين خلطتا جميعا وذلك) دل على أن الفلق والذر وقعا أولا والتخليط وقع بعدهما وذلك إشارة إليهما بالاعتبار المذكور: والآية الأولى استشهاد للأول. والثانية للثاني.
قوله: (فالحب طينة المؤمنين) كأنه بطن الآية فظهرها حب الزرع ونواة التمر وكلاهما على كمال قدرة الصانع.
قوله: (من أجل أنه نأى عن كل خير وتباعد عنه) العطف للتفسير وكان عين نأى كانت واوا ويؤيده أن صاحب مصباح اللغة ذكره في باب النون والواو.
قوله: (فالحي المؤمن) كما أن الحي والميت يطلقان على من اتصف بالروح - الحيواني، وعلى من زالت عنه، كذلك يطلقان على من اتصف نفسه النطاقة بكمالاتها من الإيمان والأخلاق وغيرها ، وعلى من لم يتصف نفسه بها بل هذا الإطلاق أولى عند أرباب العرفان وأصحاب الايقان لأن هذه حياة باقية وتلك حياة فانية.
قوله: (بكلمته) وهي أمره أو جبرئيل (عليه السلام) سمى بها لأنه يكلم الناس عن الله عز وجل ويبلغ أمره إليهم.
قوله: (كذلك يخرج الله عز وجل المؤمن في الميلاد) أي كما أخرج الله المؤمن والكافر وميز بينهما حين كونهما طينا، كذلك يخرج المؤمن في الميلاد الظلمة بعدد خوله إلى النور. ويخرج الكافر من النور إلى الظلمة بعد دخوله في النور، والميلاد أخص من المولد لأن المولد الموضع للولادة والوقت، والميلاد الوقت لاغير، والمراد بالظلمة ظلمة الكفر أو ظلمة طينة سجين، وبالنور الإيمان أو نور طينة الجنة، وبدخول المؤمن في ظلمة الكفر كونه في أصلاب الاباء الكفرة وأرحام الأمهات الكافرات إلى أن أخرج الله تعالى عنها في وقت ولادته فتخلص من ظلمة الكفر ودخل في نور الإيمان، وقس عليه دخول الكافر في نور الإيمان واخراجه منه ويظهر من هذا
(١٣)
مفاتيح البحث: الظلم (4)، الشهادة (1)، التمر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428