من أهل الإهانة ومن كان في يمينه كان من أهل الكرامة والمآل واحد، فإن من كان في شمال جبرئيل كانت حركته إلى جهة السفل وكان من أهل الإهانة ومن كان في يمينه كان بالعكس.
قوله: (فهابوها ولم يدخلوها) فعاصوا بعد التعليق بالأبدان الصغيرة، أو المثالية كما عاصوا قبلة في عالم الأرواح الصرفة وكما يعصون بعد التعلق بهذه الأبدان الكثيفة الجسمية.
قوله: (وخلق منها آدم (عليه السلام)) فاسكن الفريقين في صلبة فلذا يخرج منه المؤمن والكافر وقد يكون للمؤمن الأخلاق الذميمة والأعمال الباطلة وللكافر الأخلاق الحسنة والأعمال الصالحة لملابسة طينة كل منهما بالأخرى واكتساب رائحتها.
قوله: (فلن يستطع هؤلاء - الخ) لأنه وجب في علم الله تعالى انطباق حالهم في هذه العالم على حالهم في ذلك الوقت والعلم تابع للمعلوم بمعنى أنه لما كان هذا كان ذلك دون العكس وهذا معنى استطاعتهم على التبدل والتغير ولا يلزم منه الجبر.
قوله: (إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) لكونه أول من امتثل بأمره بالدخول في النار وبالإقرار بالربوبية وبكل حق وصدق فوجب أن يكون أول من يعتقد له ولدا لو كان له ولد فلما لم يعتقده بل نفاه علم أنه ليس ولد، ويفهم منه أن جزاء الشرط محذوف وأن المذكور تعليل له قائم مقامه، أي لو كان للرحمن ولد فأنا أول من يقربه لأني أول العابدين.