زائلة. والأصل في الثاني الجهل بذهابها وفنائها وبثبات الآخرة وبقائها، قال الله تعالى في وصف الفريقين: «فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون أنه لذو حظ عظيم * وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون» فانظر كيف نسب الرغبة في الدنيا إلى الجهال والزهد إلى العلماء وذم الأولين غاية الذم وأثنى على الآخرين نهاية الثناء، وقال لنبيه صلى الله عليه وآله: (ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى) وقال في وصف الكفار:
(والذين يستحبون الحياة الدنيا على الآخرة) ويفهم منه وصف المؤمنين وهو أنهم يستحبون الحياة الآخرة على الحياة الدنيا وقال في وصف المؤمنين (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام» وقد سئله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن معنى هذا الشرح فقال «أن النور إذا دخل القلب إنشرح له الصدر وإنفتح، فقيل يا رسول الله هل لذلك علامة؟ قال نعم (1) دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزوله» فانظر كيف جعل الزهد وهو (التجافي عن دار الغرور شرط الإسلام وعلامة نور القلب وإنشراح الصدر.