أن تحمد على التقوى.
* الشرح قوله: (من التواضع أن ترضى بالمجلس دون المجلس) وأن اقتضى شرفك صدره كما روى ذلك في وصف النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (وإن تسلم على من تلقى) أي على كل من تلقى وإن لم يكن من معارفك إلا ما استثنى مثل الكتابي والشابة إلا أن تأمن من نفسك أن يدخل فيها شيء ومع ذلك فترك السلام عليها راجح لما يأتي في باب التسليم على النساء (وإن تترك المراء وإن كنت محقا) أي وإن تترك المجادلة والمنازعة مع الخلق والطعن في قولهم ولو كانت في الدرس والمسائل العلمية وإن كنت محقا إلا أن تريد الهداية والإرشاد مع لين القول فإنه أقوى في التأثير، وفي المصباح ماريته أماريه مماراة ومراء جادلته ويقال ما ريته أيضا إذا طعنت في قوله تزييفا للقول وتصغيرا للقايل ولا يكون المراء إلا إعتراضا بخلاف الجدال فإنه يكون ابتداء وإعتراضا (وأن لا تحب أن تحمده على التقوى) لأن حب ذلك من آثار العجب والإدلال والاعتقاد بخروج النفس عن حد التقصير، وكل ذلك مذموم مهلك وقد ذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف المتقين المتواضعين أنهم «لا يرضون من أعمالهم القليل ولا يستكثرون الكثير فهم لأنفسهم متهمون ومن أعمالهم مشفقون، إذا زكى أحد منهم خاف مما يقال له فيقول أنا أعلم بنفسي من غيري وربي أعلم مني بنفسي اللهم لا تؤاخذني بما يقولون وإجعلني أفضل مما يظنون اغفر لي ما لا يعلمون».
* الأصل 7 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن يقطين، عمن رواه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أوحى الله عز وجل إلى موسى (عليه السلام) أن يا موسى تدري لم إصطفيتك بكلامي دون خلقي؟ قال:
يا رب ولم ذلك؟ قال، فأوحى الله تبارك وتعالى إليه يا موسى إني قلبت عبادي ظهرا لبطن، فلم وجد فيهم أحدا أذل لي نفسا منك، يا موسى إنك إذا صليت وضعت خدك على التراب - أو قال:
على الأرض -.
* الشرح قوله: (إني قلبت عبادي ظهرا لبطن) في المصباح قلبته قلبا من باب ضرب حولته عن وجهه وقلبت الرداء حولته وجعلت أعلاه أسفله وقلبت الشيء للإبتياع قلبا أيضا تصفحته فرأيت داخله وباطنه وقلبت الأمر ظهر البطن إختبرته».
* الأصل 8 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال: مر