شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٥٥
بنعمة من نعمه الدنيوية والأخروية جسمانية كانت أو روحانية والأول أفضل من الثاني لأنه تعالى استحق الأول بالذات والثاني بالغير. (إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة) أي كثرة أموال وأعوان في الدنيا وكثرة الاجر في الآخرة، ومن ثم قيل الصدقة ثمن نعيم الجنان وأجر خدم الخلد من الولدان (وإن التواضع يزيد صاحبه رفعة) أي التواضع لله وللمؤمنين يوجب رفع قدر صاحبه في الدنيا لميل القلوب إلى محبته وتعظيمه وتوقيره وشغل الألسنة بحسن ذكره وثنائه وتشهيره في الآخرة بعلو المرتبة والاجر الجميل وسمو المنزلة والثواب الجزيل (وأن العفو يزيد صاحبه عزا) لأن من عرف بالعفو ساد وعظم وعز في الدنيا والآخرة. وقد روى نظيره من طرق العامة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال «ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا، وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله».
* الأصل 2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: إن في السماء ملكين موكلين بالعباد، فمن تواضع لله رفعاه ومن تكبر وضعاه.
* الشرح قوله: (فمن تواضع لله ورفعاه من تكبر وضعاه) دخل في التواضع لله الامتثال بأوامره ونواهية آدابه وأخلاقه والخشوع له عند ملاحظة عظمته وإظهار ذل النفس والعجز عند مشاهدة نعمته، ولعل المراد برفعهما ووضعهما الدعاء بالرفع والوضع أو اعلام سائر الملائكة بأن فلانا رفيع القدر وفلانا وضيع القدر. أو رفع روح المتواضع ووضع روح المتكبر عند الموت.
* الأصل 3 - ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أفطر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عشية خميس في مسجد قبا، فقال: هل من شراب؟ فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعس مخيض بعس فلما وضعه على فيه نحاه، ثم قال: شرابان يكتفى بأحدهما من صاحبه، لا أشربه ولا أحرمه ولكن أتواضع لله، فإن من تواضع لله رفعه الله ومن تكبر خفضه الله ومن إقتصد في معيشته رزقه الله ومن بذر حرمه الله ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله.
* الشرح قوله: (بعس مخيض بعسل) أي ممزوج والعسل - بالضم - القدح الكبير والجمع عساس ككتاب، والمخيض فعيل بمعنى مفعول من مخضت اللبن مخضا من باب قتل وفي لغة من بابي ضرب ونفع إذا إستخرجت زبده بوضع الماء فيه وتحريكه (لا أشرابه ولا أحرمه) دل على أن الاكتفاء بطعام واحد أولى من تناول الأطعمة الكثيرة الممزوجة وغيرها (ومن أكثر ذكر الموت
(٣٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 350 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428