شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٣٤٦
البصريين وصل واشتقاقه من اليمين وهو البركة وعند الكوفيين قطع لأنه جمع يمين عندهم وقد يختصر منه فيقال وأيم الله بحذف النون وفيها لغات كثيرة وتفتح همزتها وتكسر ثم اختصر ثانيا فقيل م الله بضم الميم وكسرها وقيل أيم الله اسم برأسه موضوع للقسم. ولما ذكر حال هؤلاء أشار إلى حال من اتصف بالمداراة بقوله (وإن قوما من قريش حسنت مداراتهم فالحقوا بالبيت الرفيع) وهو بيت الشرف والمجد والطاعة والتقوى ومنه قوله (صلى الله عليه وآله وسلم) «سلمان منا أهل البيت» ومحال إن يريد به بيت النسب لأنه منزه عن الكذب، وقوله اتبعوني تكونوا بيوتا أي تشرفوا وذلك لأن البيت في عرف اللغة يعبر به عن الشرف والمجد كما يقال البيت في بنى فلان أي الشرف والمجد فيهم، وإلى جميع ما ذكر أشرا أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله «رب بعيد أقرب من قريب وقريب أبعد من بعيد» ثم قال (من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يد واحدة ويكفون عنه أيدي كثيرة) هذا مثل ما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) «ومن يقبض يده عن عشيرته فإنما تقبض منه عنهم يد واحدة وتقبض منهم عنه أيدي كثيرة ومن تلن حاشيته (يعني جانبه) يستدم من قومه المودة» قال السيد رضي الدين رضى الله عنه وما أحسن هذا المعنى الذي اراده (عليه السلام) بقوله: «يقبض يده عن عشيرته - إلى تمام الكلام - فإن الممسك خيره عن عشيرته إنما يمسك نفع يد واحدة فإذا احتاج إلى نصرتهم واضطر إلى مرافدتهم ومعاونتهم قعدوا عن نصره وتثاقلوا عن صوته واستغاثته فمنع ترافد الأيدي الكثيرة وتناهض الاقدام الجمة. وقال بعض الأفاضل تقريره ان الإنسان لما كان انتفاعه بالأيدي الكثيرة أتم وأولى بصلاح حاله من النفع الحاصل له بقبض يده عن النفع بها وجب عليه أن يستجلب بمد يده بالنفع مد الأيدي الكثيرة إلى نفعه وإلا لكان بسبب طلبه لنفع ما من امساك يدا والواحدة عنهم المستلزم لا مساك أيديهم الكثيرة عنه مضيعا على نفسه منافع عظيمة فيكون بحسب قصده لنفع ما مضيعا لما هو أعظم فيكون مناقضا لغرضه، وذلك جهل وسفه، وقوله «ومن تلن» من تمام تأديب الأغنياء لما يعود إليهم نفعه من التواضع ولين الجانب للخلق فاستدرجهم إلى التواضع بذكر ثمراته اللازمة عنه التي هي مطلوبة لكل عاقل وهي استدامة مودة الناس المستلزمة لنفعهم ولعدم مضرتهم المستلزمين لصلاح المتواضع فيما يقصده وبمثل ذلك أدب الله تعالى نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين» وظاهر أن غايته المذكورة وثمرته المطلوبة لا تحصل عند جفاوة الخلق والتكبر كما أشار إليه تعالى بقوله (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك».
(٣٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428