شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٩٤
* الشرح:
قوله (تعالى الذي أنعم عليك بما فضلك) الظاهر أنه تفسير للنعمة للاشعار بأن المراد بها جميع ما أنعم الله على عبده من الدين والعلم والمال وغيرها والتحدث بها وإفشاءها شكر والمظهر لها شاكر كما أنه تعالى شاكر باعتبار أنه يظهر ما أودعه العبد من العبادة والاعمال الصالحة على الملائكة وخلص خلقه. والتحدث بها مع كونه عبادة مطلوبة قد ثورث اقتداء الغير به وإذاعة الشكر بين الخلق، وهذا انما هو مع الامن وأما مع الخوف فالاقتصار على الشكر القلبي متعين.
(ثم قال فحدث بدينه وما أعطاه الله وما أنعم به عليه) الظاهر أن فاعل حدث رسول الله «ص» يعنى أنه حدث الناس بآثار الرسالة من الاحكام الدينية والاخلاق النفسية وغير ذلك مما أعطاه الله من نعم الدنيا والآخرة.
* الأصل:
6 - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله عند عائشة ليلتها، فقالت يا رسول لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة ألا أكون عبدا شكورا، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل الله سبحانه وتعالى (طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى).
* الشرح:
قوله (قال كان رسول الله «ص» عند عائشة ليلتها فقالت يا رسول الله لم تتعب نفسك) كان عائشة (توهمت أن ارتكاب الأشق انما يكون لدفع المولم وطلب المغفرة من الذنوب فأجابها «ص» بقوله يا عائشة الا أكون عبدا شكورا) يعني أن ارتكاب الاعمال الشاقة لا يتعين أن يكون لذلك بل قد يكون من باب الشكر في مقابلة النعمة الغير المحصورة والاعتراف بالاحسان واستحقاق التعظيم وابرام العتيد وطلب المزيد وجلب الخيرات ورفع الدرجات واستحلاء العبادات فان ما يجد قائم الليل من اللذة في العبادة لا يوازيه بالدنيا وما فيها، وقال بعض أهل العرفان انا في لذة لو علمها الملوك لجادلونا عليها بالسيوف، وكأنه وجه ما يحكى عن كثير من السلف من الجد والاكثار في العمل مع أن ظاهر كثير من الاخبار أن الراجع هو التوسط.
قوله (وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر) إشارة إلى قوله تعالى (انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) توجيهه على ما استفدناه من كلام أبى الحسن الرضا «ع» وكلام الشيخ في الأربعين أنه «ص» كان أعظم ذنبا من كل أحد عند مشركي مكة باعتبار أنه كان يدعوهم إلى اله واحد وهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنما وكانوا يقولون ان
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428