* الشرح:
قوله (تعالى الذي أنعم عليك بما فضلك) الظاهر أنه تفسير للنعمة للاشعار بأن المراد بها جميع ما أنعم الله على عبده من الدين والعلم والمال وغيرها والتحدث بها وإفشاءها شكر والمظهر لها شاكر كما أنه تعالى شاكر باعتبار أنه يظهر ما أودعه العبد من العبادة والاعمال الصالحة على الملائكة وخلص خلقه. والتحدث بها مع كونه عبادة مطلوبة قد ثورث اقتداء الغير به وإذاعة الشكر بين الخلق، وهذا انما هو مع الامن وأما مع الخوف فالاقتصار على الشكر القلبي متعين.
(ثم قال فحدث بدينه وما أعطاه الله وما أنعم به عليه) الظاهر أن فاعل حدث رسول الله «ص» يعنى أنه حدث الناس بآثار الرسالة من الاحكام الدينية والاخلاق النفسية وغير ذلك مما أعطاه الله من نعم الدنيا والآخرة.
* الأصل:
6 - حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله عند عائشة ليلتها، فقالت يا رسول لم تتعب نفسك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: يا عائشة ألا أكون عبدا شكورا، قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقوم على أطراف أصابع رجليه فأنزل الله سبحانه وتعالى (طه. ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى).
* الشرح:
قوله (قال كان رسول الله «ص» عند عائشة ليلتها فقالت يا رسول الله لم تتعب نفسك) كان عائشة (توهمت أن ارتكاب الأشق انما يكون لدفع المولم وطلب المغفرة من الذنوب فأجابها «ص» بقوله يا عائشة الا أكون عبدا شكورا) يعني أن ارتكاب الاعمال الشاقة لا يتعين أن يكون لذلك بل قد يكون من باب الشكر في مقابلة النعمة الغير المحصورة والاعتراف بالاحسان واستحقاق التعظيم وابرام العتيد وطلب المزيد وجلب الخيرات ورفع الدرجات واستحلاء العبادات فان ما يجد قائم الليل من اللذة في العبادة لا يوازيه بالدنيا وما فيها، وقال بعض أهل العرفان انا في لذة لو علمها الملوك لجادلونا عليها بالسيوف، وكأنه وجه ما يحكى عن كثير من السلف من الجد والاكثار في العمل مع أن ظاهر كثير من الاخبار أن الراجع هو التوسط.
قوله (وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر) إشارة إلى قوله تعالى (انا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) توجيهه على ما استفدناه من كلام أبى الحسن الرضا «ع» وكلام الشيخ في الأربعين أنه «ص» كان أعظم ذنبا من كل أحد عند مشركي مكة باعتبار أنه كان يدعوهم إلى اله واحد وهم كانوا يعبدون من دون الله ثلاثمائة وستين صنما وكانوا يقولون ان