عليه.
قوله: (إلى الجنة بسلام) متعلق بقال لا بيدبون وقد مر تفسيره.
قوله: (قالوا بلي شهدنا أن تقولوا) يلي تصديق بالربوبية وشهادة بالوحدانية وإن تقولوا مفعول له أي فعلنا ذلك من إخراجكم واشهادكم على أنفسكم وأخذ الميثاق عليكم بالربوبية كراهة أن تقولوا يوم القيامة أنا كنا عن هذا غافلين. ولم ينبهنا عليه أحد أو تقولوا إنما اشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم فاقتدينا بهم وتبعنا آثارهم، إذ لا عذر لهم في الإعراض من التوحيد والتمسك بالتعليل والاقتداء بالآباء بعد تبينهم عليه كما لا عذر لابائهم في الشرك.
قوله: (قالوا بلي) أي قال النبيون كلهم بلي وأما غيرهم فقالوا بعضهم بلي في الرسالة والولاية دون بعض كما دلت عليه الروايات في هذا الكتاب وغيره.
قوله: (فثبت لهم النبوة) دل على أن نبوتهم قبل أخذ الميثاق عليهم برسالة محمد (صلى الله عليه وآله) وولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت في حيز البداء وصارت حتما بعده بالإقرار.
قوله: (وأخذ الميثاق على أولى العزم) هم خمسة نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله) عليه وعليهم لتأكد عزمهم في أمر الدين ولمجيء كل لاحق بعزيمة نسخ كتاب سابقه وشريعته، ولعل المراد بعم هنا الأربعة الأول بقرينة أخذ الميثاق عليهم لرسالة خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله).
قوله: (واعبد به طوعا وكرها) كما قال جل شأنه (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون».
وقال محي الدين في الفتوحات: «إذا ظهر المهدي (عليه السلام) يرفع بالمذاهب عن الأرض فلا يبقى إلا الدين الخالص، وأعداؤه يدخلون في دينه وتحت حكمه كرها خوفا من سيفه ولو لا أن السيف بيده لا فتى الفقهاء بقتله ولكن الله يظهره بالسيف والكرم فيطيعون ويخافون ويقبلون حكمه من غير إيمان ويضمرون خلافه ويعتقدون فيه إذا حكم فيهم بغير مذهب أئمتهم أنه على ظلال. في ذلك كلامه طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
قوله: (ولم يجحد آدم ولم يقر) أي لم يجحد آدم عهد المهدي (عليهم السلام) قلبا ولم يقر به لسانا بل أقربه ولم قلبا ولم يقر به لسانا لتولهه وتأسفه بضلالة أكثر أولاده. وبما يرد عليهم من القتل والقهر لما بين الأب وأولاد من الروابط العظيمة المقتضية لتأسفه بما يريد عيلهم وإن كان راضيا بقضاء الله وحكمه، وعلى هذا كأنه لم يكن له عزم تام على الإقرار به إذ لو كان له ذلك العزم كما كان لأولى العزم من الرسل لأقر به كما أقروا، وأما قوله (فنسى» معناه فترك الإقرار به لسانا أو فترك العزم على الإقرار به وليس المراد به معناه الحقيقي فليتأمل.