شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٥٦
* الأصل 5 - ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) قال: أما والله إن كانت أعمالهم أشد بياضا من القباطي ولكن كانوا إذا عرض لهم الحرام لم يدعوه.
* الشرح قوله: (وقد منا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) أي عمدنا وقصدنا إلى ما عملوا من عمل كقرى الضعيف وصلة الرحم وإغاثة الملهوف وإعانة المظلوم وغيرها فجعلناه هباء منثورا فلم يبق له أثر، والهباء غبار يرى في شعاع الشمس الطالع من الكوة من الهبو وهو الغبار وفيه دلالة على حبط الأعمال بالفسق سواء كان كافرا أم غيره، وخصه بعض المفسرين بالكفر وهو على تقدير الكفر ظاهر إذ لا عبرة بالفرع بعد فقد الأصل وهو الإيمان وأما على تقدير غيره فلعل المراد به حبط ما يساويه مع بقاء الزائد، وفي هذا المقام كلام طويل (1) القبطية بالكسر وهي ثياب بيض رقاق تتخذ من كتان بمصر، وفي تشبيه أعمالهم بها تنبيه على أن رد أعمالهم ليس من أجل فسادها في نفسها بل لأجل إرتكابهم للحرام سواء كان حق الله تعالى أو حق الناس ولعل ذلك فيمن أخذه عادته. والله أعلم.
* الأصل 6 - علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ترك معصية لله مخافة الله تبارك وتعالى أرضاه الله يوم القيامة.
* الشرح قوله: (من ترك معصية لله) المعصية تشتمل ترك الواجبات وفعل المنهيات ولم يذكر ما أرضاه الله به لأن عقل البشر لا يصل إلى كنه حقيقته ورضوان من الله أكبر.

1 - قوله «وفي هذا المقام كلام طويل» وهو الاختلاف المشهور في الإحباط بيننا وبين المعتزلة ومذهبنا عدم الإحباط ويأول كل ما يوهم منه خلاف على عدم كون العمل المحبط ثوابه صحيحا في الأصل لا أنه صحيح يستحق به الثواب ويرتفع بالفسق فإن عدم إيصال الثواب المستحق إلى صاحب العمل ظلم وكلام الشارح مشتبه والحق واضح. (ش)
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428