* الأصل 5 - ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) قال: أما والله إن كانت أعمالهم أشد بياضا من القباطي ولكن كانوا إذا عرض لهم الحرام لم يدعوه.
* الشرح قوله: (وقد منا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا) أي عمدنا وقصدنا إلى ما عملوا من عمل كقرى الضعيف وصلة الرحم وإغاثة الملهوف وإعانة المظلوم وغيرها فجعلناه هباء منثورا فلم يبق له أثر، والهباء غبار يرى في شعاع الشمس الطالع من الكوة من الهبو وهو الغبار وفيه دلالة على حبط الأعمال بالفسق سواء كان كافرا أم غيره، وخصه بعض المفسرين بالكفر وهو على تقدير الكفر ظاهر إذ لا عبرة بالفرع بعد فقد الأصل وهو الإيمان وأما على تقدير غيره فلعل المراد به حبط ما يساويه مع بقاء الزائد، وفي هذا المقام كلام طويل (1) القبطية بالكسر وهي ثياب بيض رقاق تتخذ من كتان بمصر، وفي تشبيه أعمالهم بها تنبيه على أن رد أعمالهم ليس من أجل فسادها في نفسها بل لأجل إرتكابهم للحرام سواء كان حق الله تعالى أو حق الناس ولعل ذلك فيمن أخذه عادته. والله أعلم.
* الأصل 6 - علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): من ترك معصية لله مخافة الله تبارك وتعالى أرضاه الله يوم القيامة.
* الشرح قوله: (من ترك معصية لله) المعصية تشتمل ترك الواجبات وفعل المنهيات ولم يذكر ما أرضاه الله به لأن عقل البشر لا يصل إلى كنه حقيقته ورضوان من الله أكبر.