شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٤٢
وهو أنه يقول بأن واحدا من الأئمة اله أو يجري عليه ما هو من أخص صفاته تعالى من غلا في الدين غلوا من باب قعد تصلب وتشدد حتى جاوز الحد.
(قال المرتاد يريد الخير) فسير التالي بأنه المرتاد أي الطالب، من ارتاد الرجل الشيء إذا طلبه والمطلوب أعم من الخير والشر فقوله يريد الخير تخصيص وبيان للمعنى المراد هنا (يبلغه الخير يوجر عليه) من الإبلاغ والتبليغ وهو الإيصال، وفاعله معلوم بقرية المقام أي من يوصله إلى الخير المطلوب له يوجر عليه لهدايته وإرشاده.
(ويحكم لا تغتروا ويحكم لا تغتروا) بالغين المعجمة في الموضعين من الاغترار بالولاية والشفاعة وقد ذكرنا سابقا أن الشفاعة قد لا تنال أحدا إلا بعد تلبثه في جنهم زمانا طويلا فلا ينبغي ترك العمل والاغترار بها أو بالفاء فيهما من الفتور في العمل والتكرير للتأكيد أو بأحدهما في الأول والآخرة في الآخر.
* الأصل 7 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن مفضل بن عمر قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فذكرنا الأعمال فقلت أنا: مما أضعف عملي، فقال: مه، استغفر الله، ثم قال لي: إن قليل العمل مع التقوى خير من كثير العمل بلا تقوى، قلت: كيف يكون كثير بلا تقوى؟ قال:
نعم مثل الرجل يطعم طعامه ويرفق جيرانه ويوطيء رحله فإذا ارتفع له البال من الحرام دخل فيه ، فهذا العمل بلا تقوى، ويكون الآخر ليس عنده فإذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل فيه.
* الشرح قوله: (فقلت أنا ما أضعف على فقال مه استغفر الله) أمره بالاستغفار عن ذلك القول لأنه ظلم وجار حيث وضع الضعف في غير موضعه وفيه مدح للمفضل بأنه من أهل التقوى إلا أنه هو ناقله وجماعة من أصحاب الرجال جرحوه عدا الشيخ فإنه في إرشاده، عده من شيوخ أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) وخاصته وبطانته وثاقة الفقهاء الصالحين فإن قلت تضعيف العلم وتقليله اعتراف بالتقصير وإنه مطلوب من كل أحد فكيف أمره بالسكوت ونهاه عن ذلك وأمره بالاستغفار المعشر بأنه خطيئة؟ قلت: الأقوال والأفعال يختلف حكمها باختلاف النيات والقصود وهو لم يقصد بذلك القول أن عمله ضعيف قليل بالنظر إلى عظمة الحق وما يستحقه من العبادة وإنما قصد به ضعفه وقلته لذاته وبينهما فرق ظاهر، والأول هو الاعتراف بالتقصير دون الثاني.
(ثم قال لي أن قليل العمل مع التقوى خير من كثير العمل بلا تقوى) دل على أن العمل القليل مع التقوى كثير، والعمل الكثير بلا تقوى قليل وبه تبين خطأ المفضل حيث عد الكثير قليلا.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428