وهو أنه يقول بأن واحدا من الأئمة اله أو يجري عليه ما هو من أخص صفاته تعالى من غلا في الدين غلوا من باب قعد تصلب وتشدد حتى جاوز الحد.
(قال المرتاد يريد الخير) فسير التالي بأنه المرتاد أي الطالب، من ارتاد الرجل الشيء إذا طلبه والمطلوب أعم من الخير والشر فقوله يريد الخير تخصيص وبيان للمعنى المراد هنا (يبلغه الخير يوجر عليه) من الإبلاغ والتبليغ وهو الإيصال، وفاعله معلوم بقرية المقام أي من يوصله إلى الخير المطلوب له يوجر عليه لهدايته وإرشاده.
(ويحكم لا تغتروا ويحكم لا تغتروا) بالغين المعجمة في الموضعين من الاغترار بالولاية والشفاعة وقد ذكرنا سابقا أن الشفاعة قد لا تنال أحدا إلا بعد تلبثه في جنهم زمانا طويلا فلا ينبغي ترك العمل والاغترار بها أو بالفاء فيهما من الفتور في العمل والتكرير للتأكيد أو بأحدهما في الأول والآخرة في الآخر.
* الأصل 7 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن مفضل بن عمر قال:
كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فذكرنا الأعمال فقلت أنا: مما أضعف عملي، فقال: مه، استغفر الله، ثم قال لي: إن قليل العمل مع التقوى خير من كثير العمل بلا تقوى، قلت: كيف يكون كثير بلا تقوى؟ قال:
نعم مثل الرجل يطعم طعامه ويرفق جيرانه ويوطيء رحله فإذا ارتفع له البال من الحرام دخل فيه ، فهذا العمل بلا تقوى، ويكون الآخر ليس عنده فإذا ارتفع له الباب من الحرام لم يدخل فيه.
* الشرح قوله: (فقلت أنا ما أضعف على فقال مه استغفر الله) أمره بالاستغفار عن ذلك القول لأنه ظلم وجار حيث وضع الضعف في غير موضعه وفيه مدح للمفضل بأنه من أهل التقوى إلا أنه هو ناقله وجماعة من أصحاب الرجال جرحوه عدا الشيخ فإنه في إرشاده، عده من شيوخ أصحاب أبي عبد الله (عليه السلام) وخاصته وبطانته وثاقة الفقهاء الصالحين فإن قلت تضعيف العلم وتقليله اعتراف بالتقصير وإنه مطلوب من كل أحد فكيف أمره بالسكوت ونهاه عن ذلك وأمره بالاستغفار المعشر بأنه خطيئة؟ قلت: الأقوال والأفعال يختلف حكمها باختلاف النيات والقصود وهو لم يقصد بذلك القول أن عمله ضعيف قليل بالنظر إلى عظمة الحق وما يستحقه من العبادة وإنما قصد به ضعفه وقلته لذاته وبينهما فرق ظاهر، والأول هو الاعتراف بالتقصير دون الثاني.
(ثم قال لي أن قليل العمل مع التقوى خير من كثير العمل بلا تقوى) دل على أن العمل القليل مع التقوى كثير، والعمل الكثير بلا تقوى قليل وبه تبين خطأ المفضل حيث عد الكثير قليلا.