ويله أطاع وعصيت وسجد وأبيت.
* الشرح قوله: (وحسن الجوار) من حسن الجوار إيصال الخير إلى الجار والتحمل لا ضرار ودفع الضرر عنه وعم الاضرار له وعدم التطلع إلى داره ونحو ذلك.
(وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم) يعني بأعمالكم وأخلاقكم وورعكم فإن الناظر إليها يطلب المتابعة لكم.
(فإن أحدكم إذا أطال الركوع والسجود هتف إبليس من خلفه فقال يا ويله) الهتف الصيحة والصراخ والويل الحزن والمشقة والهلاك من العذاب، وقد يراد به معنى التعجب وأضافه إلى ضمير الغايب دون ياء المتكلم كراهة أن يضيفه إلى نفسه ومعنى النداء فيه يا حزنه ويا هلاكه أحضر فهذا وقتك وأو أنك، فكأنه نادي الويل أن يحضره لما عرض له من الأمر الفظيع وهو الندم على ترك السجود لادم (عليه السلام) ولحقوق ما لحقه من اللعن والطرد ويفهم من قوله:
(أطاع وعصيت وسجد وأبيت) أن تأسفه أو لا على تركه طاعة الرب مطلبا واتيان ابن آدم بها وثانيا على تركه خصوص الأمر بأصل السجود وإتيان ابن آدم به وإن كانت السجدتان متغايرتين.
* الأصل 10 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أبي زيد، عن أبيه قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) فدخل عيسى بن عبد الله القمي فرحب به وقرب من مجلسه، ثم قال: يا عيسى بن عبد الله ليس منا - ولا كرامة - من كان في مصر فيه مائة ألف أو يزيدون وكان في ذلك المصر أحد أورع منه.
* الشرح قوله: (فرحب به) رحب بالتشديد أي قال مرحبا أي أو نزلت مكانا واسعا من الرحب بالضم السعة وبالفتح الواسع وهذا يقال للتعظيم والتكريم.
(ليس منا ولا كرامة) أي ليس منا أهل البيت أو ليس من خلص شيعتنا ولعل المراد بالكرامة هي الكون في دار المقامة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين كما يظهر من الخبر الآتي أو دخول الجنة والفوز بنعيمها بغير حساب.
(وكان في ذلك المصر أحد أورع منه) قيل أراد بالأحد غير الشيعة من أهل الخلاف، والتعميم محتمل، فيه حث بليغ لكل أحد على تحصيل نهاية الورع والله ولي التوفيق.
* الأصل