شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٥٤
(وعين فاضت من خشية الله) الخشية الخوف والفرق بينهما بأن الخوف تألم النفس من العقاب المتوقع بسبب ارتكاب المنهيات والتقصير في الطاعات، والخشية خوف يحصل عند الشعور بعظمة الحق وهيبته والحجب عنه اصطلاح جديد حسن عند الاجتماع دون الانفراد.
(وعين غضت عن محارم الله) كناية عن ترك النظر فيما لا يجوز.
* الأصل 3 - علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فيما ناجى الله عز وجل به موسى (عليه السلام) يا موسى ما تقرب إلي المتقربون بمثل الورع عن محارمي، فإني أبيحهم جنات عدن لا أشرك معهم أحدا.
* الشرح قوله: (ما تقرب إلى المتقربون بمثل الروع عن المحارمي) هذا أول الأقسام المذكورة وهو ورع العدول فليس التفضيل بالنسبة إلى الأقسام التي بعده بل بالنسبة إلى فعل الطاعات فدل على أن الإجتناب عن المنهيات من العقائد والأعمال أفضل من الإتيان بالطاعات مع إشتراكها في تعظيم الرب اما لأن التخلية أفضل من التحلية كما هو المشهور، أو لأن مخالفته أفخم من موافقته أو لأن المعصية أكثر من الطاعة.
(فأني أبيحهم جنات عدن) أي آذن لهم في دخولها وأنزلهم فيها وهي مقام عال من مقامات الجنة أعدها للورعين لا يدخلها غيرهم.
* الأصل 4 - علي [بن إبراهيم]، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أشد ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيرا، ثم قال: لا أعني (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) وإن كان منه ولكن ذكر الله عند ما أحل وحرم، فإن كان طاعة عمل بها وإن كان معصية تركها.
* الشرح قوله: (قال من أشد ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيرا) قال الله تعالى: (واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)، وقال: (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)، وقال: (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول بالغد والآصال)، وأصل الذكر التذكر بالقلب ومنه اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم» أي تذكروا. ثم يطلق على الذكر اللساني حقيقة، أو من باب تسمية الدال باسم المدلول ثم كثر استعماله فيه لظهوره حتى صاره هو السابق إلى الفهم
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428