(وعين فاضت من خشية الله) الخشية الخوف والفرق بينهما بأن الخوف تألم النفس من العقاب المتوقع بسبب ارتكاب المنهيات والتقصير في الطاعات، والخشية خوف يحصل عند الشعور بعظمة الحق وهيبته والحجب عنه اصطلاح جديد حسن عند الاجتماع دون الانفراد.
(وعين غضت عن محارم الله) كناية عن ترك النظر فيما لا يجوز.
* الأصل 3 - علي، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عمن ذكره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: فيما ناجى الله عز وجل به موسى (عليه السلام) يا موسى ما تقرب إلي المتقربون بمثل الورع عن محارمي، فإني أبيحهم جنات عدن لا أشرك معهم أحدا.
* الشرح قوله: (ما تقرب إلى المتقربون بمثل الروع عن المحارمي) هذا أول الأقسام المذكورة وهو ورع العدول فليس التفضيل بالنسبة إلى الأقسام التي بعده بل بالنسبة إلى فعل الطاعات فدل على أن الإجتناب عن المنهيات من العقائد والأعمال أفضل من الإتيان بالطاعات مع إشتراكها في تعظيم الرب اما لأن التخلية أفضل من التحلية كما هو المشهور، أو لأن مخالفته أفخم من موافقته أو لأن المعصية أكثر من الطاعة.
(فأني أبيحهم جنات عدن) أي آذن لهم في دخولها وأنزلهم فيها وهي مقام عال من مقامات الجنة أعدها للورعين لا يدخلها غيرهم.
* الأصل 4 - علي [بن إبراهيم]، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: من أشد ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيرا، ثم قال: لا أعني (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) وإن كان منه ولكن ذكر الله عند ما أحل وحرم، فإن كان طاعة عمل بها وإن كان معصية تركها.
* الشرح قوله: (قال من أشد ما فرض الله على خلقه ذكر الله كثيرا) قال الله تعالى: (واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون)، وقال: (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)، وقال: (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخفية ودون الجهر من القول بالغد والآصال)، وأصل الذكر التذكر بالقلب ومنه اذكروا نعمتي التي أنعمت عليكم» أي تذكروا. ثم يطلق على الذكر اللساني حقيقة، أو من باب تسمية الدال باسم المدلول ثم كثر استعماله فيه لظهوره حتى صاره هو السابق إلى الفهم