حاربوا أعداءنا بالورع لتغلبوا عليهم يرفعكم الله كما يرفع درجات المجاهدين وتلك الغلبة أما بقطع ألسنة طعنهم بنسبة الخبث إلى هذه الفرقة الناجية أو ليرجعوا إليهم بمشاهدة حسن أفعالهم ويؤيد هذا ما مر من قوله (عليه السلام) «وكونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم» والله أعلم.
* الأصل 14 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحجال، عن العلاء، عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير، فإن ذلك داعية.
* الشرح قوله: (فإن ذلك داعية) أي داعية للناس على الاقتداء بكم إذ مشاهدة الخير في الغير يدعو الطالب القابل المستعد إلى الاقتداء به وهو مجرب، والتاء للمبالغة كما في كافية لا للتأنيث باعتبار المذكورات لأن ذلك إشارة إلى المذكور.
15 - الحسين بن محمد، عن علي بن محمد، بن سعيد، عن محمد بن مسلم، عن محمد بن حمزة العلوي قال: أخبرني عبيد الله بن علي، عن أبي الحسن الأول (عليه السلام): قال: كثيرا ما كنت أسمع أبي يقول:
ليس من شيعتنا من لا تتحدث المخدرات بورعه في خدورهن وليس من أوليائنا من هو في قرية، فيها عشرة آلاف رجل فيهم [من] خلق [ا] لله أورع منه.
* الشرح قوله: (ليس من شيعتنا من لا تتحدث المخدرات بورعه في خدورهن) المراد بالشيعة خلصهم الذين هم من أهل الكرامة المذكورة سابقا، والخدر بالكسر الستر والجمع خدور، ويطلق الخدر على البيت أن كان فيه امرأة وإلا فلا، واخدرت الجارية لزمت الخدر، وأخدرها أهلها يتعدى ولا يتعدى وخدورها بالتثقيل أيضا وبالتخفيف أي ستروها وصانوها عن الامتهان والخروج لقضاء حوائجها وفيه أن شهرة الصلاح بل اظهاره ليشتهر أمر مطلوب ولكن بشرط أن لا يكون الأظهار لقصد الرياء والسمعة بل لغرض صحيح مثل الاقتداء به والتحفظ عن نسبة الفسق إليه ونحوهما.