شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ٢٣٩
وهي ضبط النفس عما يوجب البعد عنه تعالى من الرذائل النفسانية والجسمانية.
(من كان لله مطيعا فهو لنا ولي) أي من كان مطيعا لله لا لغيره من النفس والشيطان فهو لنا ولي ذاتا وفعلا لا لغيرنا، والولي فعيل بمعنى فاعل أي ناصر ومحب، أو بمعنى مفعول كما في قولهم « المؤمن ولي الله».
(ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو) أي من حيث أنه عاص فيرجع النقص والعداوة إلى فعله: «لا إلى ذاته، ولذلك تدركه الشفاعة وتنجيه من الخلود في النار مع أعدائهم ذاتا وفعلا يدل على ذلك ما روى عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله خلق السعادة والشقاء قبل أن يخلق خلقه فمن خلقه الله سعيدا لم يبغضه أبدا وإن عمل شرا أبغض عمله ولم يبغضه وإن كان شقيا لم يحبه أبدا وإن عمل صالحا أحب عمله وأبغضه لما يصير إليه فإذا أحب الله شيئا لم يبغضه أبدا وإذا أبغض شيئا لم يحبه أبدا».
(وما تنال ولا يتنا إلا بالعمل والورع) أي الإتيان بالطاعات والاجتناب عن المنهيات، قال بعض المحققين للورع أربع درجات:
الأولى: ورع التائبين وهو ما يخرج به الإنسان عن الفسق وهو المصحح لقبول الشهادة، الثانية: ورع الصالحين وهو الإجتناب عن الشبهات خوفا منها من الوقوع في المحرمات.
الثالثة: ورع المتقين وهو ترك الحلال خوفا من أن ينجر إلى الحرام مثل ترك التحدث بأحوال الناس لمخالفة أن ينجر إلى الغيبة.
الرابعة: ورع السالكين وهو الإعراض عما سواه تعالى خوفا من صرف ساعة من العمر فيما لا يفيد زيادة القرب منه تعال وإن علم أنه لا ينجر إلى الحرام.
* الأصل 4 - علي بن إبراهيم، عن أبيه; ومحمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، جميعا عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل الصبر، فيقال لهم: على ما صبرتم؟
فيقولون: كنا نصبر على طاعة طاعة الله ونصبر عن معاصي الله، فيقول الله عز وجل: صدقوا، ادخلوهم الجنة وهو قول الله عز وجل: (إنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب).
* الشرح قوله: (إذا كان يوم القيامة يقوم عنق من الناس) العنق الرقبة، والنون مضمومة للاتباع في لغة حجاز وساكنة في لغة تميم، والمراد بها الجماعة من الناس.
(٢٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428