شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٩٢
* الأصل 6 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في مدينة وكان تحته كنز لهما) فقال: أما إنه ما كان ذهبا ولا فضة وإنما كان أربع كلمات: لا إله إلا أنا، من أيقن بالموت لم يضحك سنه، من أيقن بالحساب لم يفرح قلبه، ومن أيقن بالقدر لم يخش إلا الله.
* الشرح قوله: (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين) قال القرطبي كان اسمهما اصرم وأصيرم، وقال عياض كان أبوهما الصالح جدهما السابع وكان اسمع كاشحا. ففيه أنه تعالى يحفظ الصالح في نفسه وولده وإن بعدوا كما يشعر به قوله تعالى (إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين» وورى أنه تعالى يحفظه في سبعة من ذريته.
(وإنما كان أربع كلمات) حث بالأولى على التوحيد المطلق والتنزيه عن جميع ما لا يليق به تعالى، وبالثاني على تذكر الموت والاستعداد لما بعده والتحزن لأحوال البرزخ، وبالثالثة على تذكر أحوال القيامة وأهوالها سيما الحساب الذي لا يعلم مآل أحواله وهو يوجب زوال الفرح والسرور عن القلب، وبالرابعة على اليقين بالقدر والخوف من الله وحده واقتصر بذكر هذه الخصال لأن الاتصاف بها يوجب البلوغ إلى غاية الكمال.
(لا إله إلا الله أنا من أيقن بالموت لم يضحك سنه) السن معروف ويحتمل أن يراد به العمر أي لم يضحك في مدة عمره لأن الضحك ينشأ من الفرح والسرور والموقن بالموت وشدائده وما بعده من القبر وسؤال منكر ونكير فيه وأهوال البرزخ والقيامة والجنة والنار قلبة محزون مغموم دايما لعدم بمآل حاله وما يفعل به في تلك المواطن فينقطع عنه أسباب السرور بالكلية.
(ومن أيقن بالحساب) عن القليل والكثير. (لم يفرح قلبه) لشدة الحزن والخوف من رجحان سيئاته على حسناته ويوجب ذلك اشتغاله بمحاسبة النفس قبل أن تحاسب.
(ومن أيقن بالقدر) قيل المراد به التقدير كما أن المراد بالقضاء الخلق على وفق التقدير، وقيل المراد به تعلق علم الله سبحانه وارادته بالكائنات قبل وجودها.
(لم يخشى إلا الله) ومن علامات تخليه الظاهر والباطن عن الرذائل وتحليتهما بالفضائل وعدم الرجوع في جلب النفع ودفع الضر إلا إلى الله. قال عياض قيل: الكنز كان لوحا من ذهب مكتوبا في جانب منه «بسم الله الرحمن الرحيم عجبت لمن أيقن بالقدر ثم نصب عجبت لمن أيقن بالنار ثم
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428