شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٧٥
* الأصل 2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن أبان، عن الحسن الصيقل قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عما يروي الناس [أن] تفكر ساعة خير من قيام ليلة، قلت: كيف تفكر؟ قال: يمر بالخربة أو بالدار فيقول: أين ساكنوك، أين بانوك، ما [با] لك لا تتكلمين.
* الشرح قوله: (أن تفكر ساعة خير من قيام ليلة) أي تفكر ساعة في عظمته وآلاته وتواتر أياديه ونعمائه أو في سكرات الموت وما بعده من العقوبات أو في محن الدنيا وعدم وفائها وما فيها من المصائب والبليات أو في فناء أهلها وانقطاع أيديهم من التصرفات (خير من قيام ليلة) للعبادة فإن كل ذلك يوجب تنور القلب وصفاء الذهن وترك الدنيا والميل إلى الآخرة وحلاوة الذكر والطاعة وكمال السعادة ومحبة الحق واعراضه عن غيره واستعمال الأعضاء الظاهرة والباطنة فيما خلقت له، وربما يخطر بالقلب بتفكر ساعة حالة مانعة من المعاصي في مدة العمر فهو أفضل من عبادة ليلة لكثرة فوائده وعظمتها.
(قلت كيف تفكر) أراد إيضاحه بمثال جزئي فلذلك أتى (عليه السلام) به.
(قال يمر بالخربة أو بالدار) التي هلك أهلها (فيقول) تحسرا أو تحزنا لحاله وحالهم (أين ساكنوك؟ أين بانوك؟ مالك لا تتكلمين؟) فإنه إذا تفكر في ذلك تجدهم انقطعوا عن الدنيا وثمراتها، وزالت أيديهم عما كان لهم من أسبابها وزهراتها وانقلوا عن دار الانس والأحبة وخلوا بيت الغربة والوحشة، مالهم من أحبائهم ظهير ولا نصير ولا له من أموالهم قطمير ولا نقير إذا أوجدهم كذلك خطر بباله أنه يصير مثلهم عنقريب ولا يكون له من ماله حق ولا نصيب فتبرد لذلك قنيات الدنيا في بصره وتحتقر زهراتها في نظره فيقدم إلى اصلاح أمره ومثواه ولا يبيع آخرته بدنياه.
* الأصل 3 - عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وفي قدرته.
* الشرح قوله: (أفضل العبادة ادمان التفكر في الله وفي قدرته) أفضلية العبادة باعتبار عظمة قدرها وكثرة منافعها وآثارها وشرافة لوازمها وأسرارها ولا ريب في ان ادمان التفكر في الله وفي قدرته أعظم العبادات قدرا وأشرفها أثرا وأفخمها رتبة وأرفعها منزلة، ولذلك وقع الأمر به في آيات
(١٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428