بلي يا رسول الله! قال: إن من خير رجالكم التقي النقي، المسح الكفين، النقي الطرفين البر بوالديه ولا يلجيء عياله إلى غيره.
* الشرح قوله: (ألا أخبركم بخير رجالكم؟ قلنا بلي يا رسول الله قال ان من خير رجالكم) لا يقال أول هذا الكلام ينافي آخره في الجملة لأن قوله خير رجالكم يفيد أنه الخير مطلقا، وقوله من خير رجالكم يفيد أنه من جملة خير الرجال وبعضهم لأنا نقول لعل المراد بالأول الصنف وبالاخر كل فرد من هذا النصف أو نقول الأخير قرينة على أن المراد بالأول الخير الإضافي بالنسبة إلى من لم توجد فيه الصفات المذكورة دون الخير الحقيقي وعلى الإطلاق.
(التقي النفي السمح الكفين) «التقي» المحترز عن كل ما يؤثم خوفا من الله تعالى وتبعيدا لنفسه مخالفته و «النقي» النظيف الظاهر والباطن من الوسخ النفساني والدنس الجسماني «والسمح» الجواد المعطي وإسناد الجود والاعطاء إلى الكفين لظهورهما منهما وفي ذكر الكفين مبالغة في كمالهما.
(النقي الطرفين) أي الفرجين أو الفرج واللسان، أو الفرج والبطن وقيل الوالدين (والبر بوالديه) أي المحسن إليهما والمطيع لهما والرفيق بهما والمتحري لمحابهما والمتوقي عن مكارمهما.
(ولا يلجيء عياله إلى غيره) مع القدرة على إنفاق ما يكفيهم يقال: أجأته إليه ولجأته بالهمزة والتضعيف أي إضطررته وأكرهته.