وإنما قال: على كل حق ولم يقل لكل حق لتنبيه بالاستعلاء على أن حقية كل شيء باعتبار حقيقته التي هو بها هو حتى لو لم يكن حقيقة كاملة وغاية مرادة منه لم يكن حقا أو باعتبار المجانسة مع قوله (وعلى كل صواب نورا) الصواب ضد الخطأ أي على كل صواب جلى أو خفى من قول أو فعل أو عقد، برهان يحققه ودليل يصدقه كالإيمان واليقين فإن لهما علامات دالة عليهما وبينات كاشفة عنهما حتى أن من ادعاهما ولم تكن له تلك العلامات والبينات كانت دعواه وإنما سمى البرهان نورا لأن البرهان آلة لظهور المعقولات كما أن النور آلة لظهور المحسوسات.
(١٧٣)