شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٧١
* الأصل 3 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: استقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري فقال له: كيف أنت يا حارثة بن مالك؟ فقال: يا رسول الله! مؤمن حقا، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): لكل شيء حقيقة فما حقيقة قولك؟ فقال: يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت هو أجري وكأني أنظر إلى عرش ربي [و] قد وضع للحساب، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون في الجنة، وكأني أسمع عواء أهل النار في النار، فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): عبد نور الله قلبه، أبصرت فاثبت، فقال: يا رسول الله ادع الله لي أن يرزقني الشهادة معك، فقال: اللهم ارزق حارثة الشهادة، فلم يلبث إلا أياما حتى بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بسرية فبعثه فيما؟ فقاتل فقتل تسعة أو ثمانية، ثم قتل.
وفي رواية القاسم بن بريد، عن أبي بصير: قال: استشهد مع جعفر بن أبي طالب بعد تسعة نفر وكان هو العاشر.
* الشرح قوله: (فقال يا رسول الله مؤمن حقا) أي كامل في خصال الإيمان وهو من سار في طريق الإيمان باكتساب مكارم الأعمال والاخلاق حتى يبلغ أعلاه وترقى بالمجاهدة والوفاء من حضيض نقصه إلى أن بلغ ذراه، ولم ادعى هذه المرتبة ونطق بدعوى حق الإيمان تقاضاه بمصداق ذلك واماراته وطلب منه بيان آثاره وعلاماته (فقال له رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لكل شيء حقيقة) أي لكل شيء من الأشياء الظاهرة والباطنة حقيقة بها تمامه وكماله وغاية إليها انتهائه ومآله (فما حقيقة قولك) الظاهر في دعوى ذلك الأمر الباطن الكامن؟ وما غايته المترتبة عليه وما علاماته الدالة عليه. ( فقال: يا رسول الله عزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلى وأظمأت هو اجرى وكأني أنظر إلى عرش ربي وقد وضع للحساب، وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون) أي يزور بعضهم بعضا (في الجنة وكأني أسمع عواء أهل النار في النار) أي صياحهم. والعوى صوت السباع، وكأنه بالدب والكلب أخص والسالك إذا اجتهد في زيادة العلم والعمل والاخلاق وقطع تعلقه عن المحسوسات ورسوم العادات ومات مع الحياة بلغ مرتبة عين اليقين وشاهد جمال الاسرار، وانكشف له أحوال الآخرة والجنة والنار، ثم إذا رجع إلى نفسه ونظر إلى عالم المحسوسات لا بعين التعلق خطر بباله بعض تلك الأحوال وانتقش في نفسه بعض هذه الآثار ولو شاهد الجنة يجد في نفسه السرور والنشاط، ولو شاهد النار يجد في نفسه الحزن والخوف.
وبالجملة تظهر له حالات مع الحياة كما تظهر بعد الموت إلا أن ظهورها بعد الموت لا ينفع بل
(١٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428