شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٦٧
الإسلام بدرجة أما على الثاني فظاهر وأما على الأول فلان التصديق القلبي أفضل وأعلى من الإقرار اللساني، كما أن القلب أفضل من اللسان. (والتقوى فوق الإيمان بدرجة) لأن التقوى هو التجنب عما يضر في الآخرة وإن كان ضرره يسيرا وله ثلاث مراتب كما مر، وليست المراد هنا المرتبة الأولى لأنها مرتبة الإيمان بل المراد الأخيرتان لأنهما فوق الإيمان (واليقين فوق التقوى) إذ التقوى قد لا يكون في مرتبه اليقين. نعم من اتقى وثبت قدمه فيها ترقي في اليقين إلى أن يبلغ أعلى مراتبه وهي مرتبة حق اليقين (1) (عليه السلام) بقوله «لو كشف الغطاء ما ازددت يقينا».

١ - قوله «وهي مرتبة حق اليقين» كأنه أريد باليقين غير ما يتبادر إلى أذهاننا لأن اليقين وهو العلم بالواقع في مقابل الظن من شرائط الإيمان بل الإسلام إذ قد مر أن من ظن أن الله واحد، أو ظن أن محمدا رسول الله، وقال اني أظن ذلك وفي القلب منه شيء لا يحكم باسلامه كما صرح به أبو سفيان في مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وردعه عباس وقال اشهد والا ضرب عنقك وبالجملة ليس المراد باليقين هنا المعني المقابل للظن بل معنى آخر وكأنه سلامة الإيمان عن معارضة الأوهام وغلبة الوساوس فإن الإنسان قد يعلم ثبوت أمر مثل أن الميت جماد والجماد لا يخاف منه ولا يعترف بأن الميت لا يخاف منه وإن كان متيقنا بأنه جماد كالحجر. وكذلك اليقين بالتوحيد والرسالة قد يكون مع معارضة أوهام كثيرة يمنع الإنسان عن الالتزام بلوازم يقينه وإنما يحصل بعد ارتكاز التوى في قلبه حالة يغلب يقينه على أوهامه ولا يمنعه شيء عن الجري على مقتضى إيمانه كما لا يخاف عمال الموتى عن الأموات ولا يخاف الممارس من المشي على جذع موضوع على جدار عال. (ش)
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428