شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٦٦
بالله وبوحدانيته وعلمه وقدرته وتقديره للأشياء، وتدبيره فيها، وحكمته التي لا يفوتها شيء من المصالح، ورأفته بالعباد، وإحسانه إليهم ظاهرا وباطنا، وتقديره كمالات الأعضاء الظاهرة والباطنة، وتدبير منافعها بلا استحقاق ولا مصلحة منهم ومن غيرهم وإيصال الأرزاق إليهم حيث لا شعور لهم بطرقها ولا قدرة لهم على تحصيلها مع عدم جوره بوجه من الوجوه حصلت له حالات قلبية شريفة بعضها أرفع من بعض أحدها العلم بأن من كان كذلك كان قادرا على مستقبل أموره ومهماته وإيصال أرزاقه وتحصيل مراداته، وذلك يبعثه على التوكل عليه في أموره، والاعتماد عليه من الوثوق به كما يثق الموكل على وكيله، وليس معنى التوكل قلع نفسه عن أموره بل لابد من التمسك بها والاعتماد على الله وثانيها العلم بعظمته وكبريائه واشتمال حكمه على مصالح وإن لم يعلم خصوصياتها وتفاصيلها، وذلك يبعثه على التسليم لله في أحكامه وغاية الانقياد والاخبات والخضوع والخشوع له. وثالثها العلم بأنه ينبغي المحبة له وتفريغ القلب عن غيره وجعله سريرا لحبه، وذلك يبعثه إلى الرضاء بقضاء الله من الصحة والسقم والغنا والفقير وغيرها من المصايب والنوائب الواردة على النفس والمال والود. بل يجده لذة ذلك في نفسه كما هو شأن المحب بالنظر إلى فعل حبيبه وإن كانت مرة في نفس الخلي عن حبه. ورابعها العلم بكمال قدرته وجريان حكمه مع ملاحظه العجز في نفسه وذلك يبعثه على تفويض امره ورده إليه وجعله الحاكم فيه وسلب القدرة عن نفسه ومشاهدة اضمحلال قدرته في قدرة الله وهذا قريب من مرتبة الفناء في الله لاهي لأنه في هذه المرتبة لا يرى لنفسه وجودا ولا لقدرته اسما.
قوله: (قلت فما تفسير ذلك) كان السائل استبعد تفسير اليقين بالتوكل وما بعده لعلمه بأنه غيره أو استعلم عن حاله ووجه صحته لعدم تفطنه به فأجاب (عليه السلام) بما أجاب لضيق المقام عن ذكره، أو لغير ذلك ومثل هذا الجواب شائع كما تقول: العلم هو العمل فيقال: كيف ذلك، أو ما وجهه فنقول هكذا قالوا.
* الأصل 6 - محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه السلام) قال: الإيمان فوق الإسلام بدرجة، والتقوى فوق الإيمان بدرجة واليقين فوق التقوى بدرجة ولم يقسم بيد العباد شيء أقل من اليقين.
* الشرح قوله: (الإيمان فوق الإسلام بدرجة) قد ذكرنا شرحه ولا بأس أن نعيده لزيادة التوضيح فنقول:
الإسلام هو الإقرار، والإيمان أما التصديق، أو التصديق مع الإقرار. وعلى التقديرين فهو فوق
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428