نحن أو القوم مؤمنون، ولما كان للإيمان آثار ولوازم شريفة يدل عليه سأل عما بلغهم منها من أجل إيمانهم فقالوا: الصبر على المشاق عند البلاء والشكر للمنعم عند الرخاء والرضاء بالقضاء، ولما كانت هذه الامور من آثار العلم والحكمة والحلم وكانت من أعظم صفات الأنبياء قال (صلى الله عليه وآله وسلم) حلماء علماء (1) التشابه والتقارب، ثم لما كانت هذه الصفات تقتضى الزهد في الدنيا والتقوى أن الإتيان بالمأمورات وترك المنهيات حثهم على الأول بقوله: إن كنتم صادقين، فلا تبنوا ما لم تسكنون ولا تجمعوا مالا تأكلون وخصهما بالنهي لأنهما من أعظم مطالب الراغبين في الدنيا وعلى الثاني بقوله (واتقوا الله الذي إليه ترجعون) وفيه وعد ووعيد جميعا.
(١٥٠)