شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٤٤
قوله: (ان العلم خليل المؤمن) إشارة إلى ما هو الأصل الجميع ما ذكر لتوقف الخصال المذكورة على هذه الأمور، والخلة - بالضم - الصداقة والمحبة التي تخللت القلب فصارت خلاله أي في باطنه والخليل الصديق فعيل بمعنى فاعل وقد يكون بمعنى مفعول، وانما كان العلم خليل المؤمن لأنه ينفعه غاية النفع كالخليل، والمراد بالمؤمن النفس الناطقة المطيعة المنزلة إلى هذا البدن لتحصيل معرفة الحق من جهة آثاره، ومشاهدة عجايب صنعه، والتقرب منه قبل العود وبعده على الوجه الأكمل كما قال عز شأنه (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق» ولما كان ذلك التحصيل لا يتم إلا بالأعضاء والحواس الظاهرة والباطنة والشهوة والغصب والحلم والعقل وغيرها خلقت لها هذه الأمور وجعلت جنودها وهي سلطان على الجميع تأمر كل واحد بما خلق له تناه عن غيره فتأمر اللسان بالقول الصحيح وتأمر البصر بالنظر الصحيح وتأمر الشهوة بطلب ما ينفع البدن وتأمر الغضب بدفع ما يضره، وقس عليه وكما أن للسلطان الظاهر وزيرا يشاوره في نظام أمره ومملكته وأميرا لجنوده يقهر الأعداء بحسن تدبيره ويضبط أمور عساكره، كذلك لسلطان البدن وزير وأمير فوزيره الحلم وأمير العقل إذ العقل ينهى اليه أن مرسوم اليد مثلا الاخذ والاعطاء الصحيحين، ومرسوم اللسان القول اللين والأقوال الصحيحة الموافقة للقوانين الشرعية، ومرسوم الشهوة هو القدر الضروري من الطعام والشراب ونحوهما، ومرسوم الغضب هو دفع المانع منه ودفع العدون المفسد فيأمر الوزير وهو الحلم بأن يعطى كل واحد ما أنهاه الأمير اليه ويمنعه من التجاوز عنه، فأمير البدن إذا رجع إليها تم نظام مملكته وصارت جنوده مسخرة له فتحمل له السعادة الأبدية والتقرب بالحضرة الربوبية ولو انعكس الامر وعصت الرعايا وغلبت الشهوة والغضب على الأمير والوزير زالت سلطنته وخربت مملكته ونكست أحواله وبعد عن مولاه وهو من الخاسرين.
قوله: (والرفق اخوه والبر والده) أي الرفق وهو اللين والتلطف بالصديق والعدو والجليس والرفق، بمنزلة الأخ في دفعه الشر عنه. والبر هو الإحسان إلى الخلق بمنزلة الوالد في جلب النفع وطلب الخير له.
* الأصل 2 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله، عن أبيه (عليه السلام) قال: قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: الإيمان له أركان أربعة التوكل على الله، وتفويض الأمر إلى الله، والرضاء بقضاء الله، والتسليم لأمر الله عز وجل.
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428