أئمة (الهدى من العقائد والأقوال والأفعال والاخلاق (فإنهم علامات الأمانة والتقى) إذ بهم يعرف الأمانة أي الدين والتقوى، ويعلم أركانهما وشرائطهما وكيفية الوصول إليهما والتقوى ملكة تحدث من ملازمة المأمورات واجتناب المنهيات والمشتبهات وثمرتها حفظ النفس عن الدنيا.
قوله: (وأعلمو أنه لو أنكر رجل عيسى بن مريم) المقصود أن من أنكر واحدا من الأئمة أو أزاله عن موضعه لم يؤمن بالله، وذكر عيسى بن مريم على سبيل التمثيل وإلا فالحكم مشترك وهو أن منكر أحد من الرسل غير مؤمن بالله تعالى مما ذهب إليه حذاق المتكلمين ودليلهم على ذلك هو السمع دون العقل إذ لا يمتنع في العقل أن يعرف الله من كذب رسوله لأنهما معلومان لا ارتباط لأحدهما بالآخر عقلا، لا يقال العقل دل عليه لأن منكر الرسول مقر باله غير مرسول لهذا الرسول، ولا شيء من المقر باله غير مرسل لهذا الرسول مقر بالله سبحانه فلا شيء من منكر الرسول، ولا شيء من المقر باله غير مرسل لهذا الرسول مقر بالله سبحانه فلا شيء من منكر الرسول مقر بالله سبحانه فلا يكون مؤمنا به وهو المطلوب أما الصغرى فصادقة لأنها الواقع وأما الكبرى فلأن إلا له الذي لم يرسل هذا الرسول ليس هو الله سبحانه. لأنا نقول يصير النزاع لفظيا والكبرى فيها مصادرة . أما الأول فلان الخلاف يتوجه إلى أن العارف بالشيء المقر به من وجه وغير مقربه من وجه آخر هل يسمى عارفا لذلك الشيء أم لا، وأما الثاني فهو ظاهر فليتأمل.
قوله: (اقتصوا الطريق بالتماس المنار) قص الأثر واقتصه إذا تبعه، أي اتبعوا الطريق وأطلبوه بطلب أعلامه التي نصب لمعرفته كيلا تضلوا.
قوله: (والتمسوا من وراء الحجب الآثار أي اطلبوا آثار الأئمة وأخبارهم من وراء حجب شبهات الجاحدين، أو من ورائهم، ففيه أمر بالرجوع إليهم عد غيبتهم بخلاف السابق فإنه أمر به عند حضورهم، ويحتمل أن يراد بالحجب الأنبياء ففيه حث على اقتفاء آثار أقدامهم وسلوك طريقتهم، ولا يتحقق ذلك إلا بإرشاد الأوصياء.
* الأصل 4 - عنه، عن أبيه، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا، عن أبيه (عليهم السلام) قال: رفع إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قوم في غزواته فقال من القوم؟ فقالوا مؤمنون يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: وما بلغ من إيمانكم؟ قالوا: الصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء والرضاء بالقضاء، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
حلماء علماء كادوا من الفقه أن يكونوا أنبياء، وإن كنتم كما تصفون، فلا تبنوا مالا تسكنون ولا تجمعوا مالا تأكلون واتقوا الله الذي إليه ترجعون.
* الشرح قوله: (فقال من القوم) سأل عما يوجب تعيينهم من الخصال والصفات (فقالوا مؤمنون) أي