شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٣٩
الاتصال بينهما، ثم هذه العبارة لا تخلو من لطف وهو أنه جعل الذي هو الإيمان الخالص الحقيقي بين ثلاثة وثلاثة واشتراك الثلاثة التي قبله في أنها من مقتضياته وأسباب حصوله، واشتراك الثلاثة التي بعده في أنها من لوازمه وآثاره وثمراته، وبالجملة جعل التصديق الذي هو الإيمان وسطا عدلا، وجعل أول مراتبه من جهة الأسباب مراقبة الإسلام، وثانيها التسليم، ثالثها اليقين، وجعل أول مراتبه من جانب المسببات الإقرار، وثانيها العمل، وثالثها الأداء فليتأمل.
قوله: (إن المؤمن لم يأخذ دينه عن رأيه ولكن أتاه من ربه فأخذه) هذا بمنزلة التأكيد لقوله «إن الإسلام هو التسليم» لأن دين الحق لا يجوز أخذه من الرأي بل يجب أخذه من الرب بلا واسطة أو بواسطة عالم رباني، ومن أخذه من الرب كان من أهل التسليم له.
قوله: (إن المؤمن يري يقينه في عمله والكافر يرى إنكاره في عمله يرى أما مجهول من الرؤية أو معلوم من الإراءة وما بعده على الأول مرفوع وعلى الثاني منصوب، وهذا بمنزلة الدليل والتأكيد لما لزم من قوله واليقين هو العمل وصريح في أن العمل معتبر في الإيمان وإن كل من كان عمله خبيثا غير واقع على القوانين الشرعية فهو كافر أو منافق وإن كان مدعيا للإيمان، وإن الإيمان هو التصديق القبلي والعمل دليل عليه فكال ما دل على ان كان مدعيا للإيمان، وإن العمل أو دل على أنه العمل فلابد من حمله على أن إضافة العمل إليه إضافة كما لا أنه جزء منه بحيث ينتفي الإيمان بانتفائه، لا يقال إذا كان الإيمان نفس التصديق وجب أن لا يتفاوت إذا لتصديق لا يزيد ولا ينقص لأنه علم والعلوم لا تتفاوت فوجب أن يكون إيمان أحدنا مثل إيمان أمير المؤمنين (عليه السلام) وأنه باطل قطعا.
لأنا نقول لا نسلم أن العلوم لا تتفاوت وقد زعم النووي من العامة أن التصديق الواحد يزيد باعتبار كثرة الأدلة وإن كان هذا لا يخلو من شيء لأن كثرة الأدلة إنما يفيد العلم بالشيء من جهات متعددة لا تفاوت العلم ولو نسلم أن تفاوت مراتب الإيمان وقع من جهة التصديق بل من جهة الأعمال المنضافة إليه لأجل الكمال، والحاصل أن العمل غير داخل في حقيقة الإيمان لا أنه غير داخل في حقيقة أفراده والتفاوت إنما هو بين الأفراد لا بين الحقيقة فليتأمل.
* الأصل 2 - عنه، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم، عن مدرك بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الإسلام عريان، فلباسه الحياء وزينته الوقار ومروته العمل الصالح وعماده الورع ولكل شيء أساس، وأساس الإسلام حبنا أهل البيت.
(١٣٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428