شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٨ - الصفحة ١٤٨
(أطيعوا الله والرسول وأولى الأمر منكم» وهو مفيد التلازم (فمن ترك طاعة الأمر ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله) لأن ترك اللازم يوجب ترك الملزوم والحال أن الإقرار بطاعة ولاة أمر (وهو الإقرار بما نزل من عند الله) وهي الآية الكريمة لأن كل من أقربه فقد أقر بالأولين أيضا دون العكس فإن كثيرا من الناس أقروا بالأولين دون الأخير فهم لم يقروا بما نزل من عند الله ثم بالغ في الإقرار بولاة الأمر وحث عليه بقوله (خذوا زينتكم عند كل مسجد) والزينة مطلق ما يتزين به شرعا، ومنه الإقرار والتصديق بولاية الأمر لأنه أعظم ما يتزين به الظاهر والباطن (والتمسوا البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيما أسمه) أي اطلبوها وهي بيوت النبوة والوصاية التي شرفها الله تعلى على بيوتات ساير الأنبياء والأوصياء، ويذكر فيما اسم الله وآياته، كما أشاره إليه بقوله (فإنه قد خبركم أنهم) أي الرسول وولاة الأمر (رجال لا تلهيهم تجارة) أي مطلق الإكتساب (ولا بيع عن ذكر الله) عز وجل (وأقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما) أي عذابه أو شره (تتقلب فيه القلوب والأبصار) ظهر البطن ومن جانب إلى جانب كتقلب الحية على الرمضاء، وذلك لكثرة شدائده وعظمة مصايبه.
قوله: (إن الله قد استخلص الرسل لأمره) «الاستخلاص» رهانيدن خواستن ورهانيده خواستن وپاك شدن خواستن، وكان النذر بضمتين جمع النذير، وأن المراد به على بن أبي طالب وولاة الأمر بعده. أن جعل الرسول خالصين لأمره فارغين عما عداه بالمجاهدات النفسانية والتأييدات الربانية ثم جعلهم خالصين من باب التأكيد حال كونهم مصدقين لأجل خلوصهم في نذره أي في وصف الأولياء وتعيين الأوصياء (فقال «وإن من أمة إلا خلا فيها نذير») فكيف يجوز أن لا يكون في هذه الأمة نذير منصوب من قبل الله وقبل رسوله، وفيه رد على من جعل الكفرة صاحبين للخلافة قابلين للنيابة (تاه) أي تحير في الدين وضل الطريق من جهل النذير واهتدى من أبصره وعقله.
قوله: (إن الله عز وجل يقول: «فإنها لا تعمى الأبصار») فيه تسهيل لأول وتقبيح للثاني، وإشارة إلى أن السبب الجهل ذهاب البصيرة وابطال القوة القلبية التي بها تدرك الصور الحقة والأسرار الإلهية وابطالها يتحقق تارة بعدم التفكر والتدبر، وأخرى بمتابعة القوة الشهوية والغضبية حتى ينزل في الدرجة الحيوانية.
قوله: (كيف يهتدى من لم يبصر وكيف يبصر من لم ينذر) إشارة إلى أن الهداية إلى الدين بدون البصيرة والبصيرة بدون هداية الهادي وإرشاد المنذر محال ولذلك أمر باتباع الرسول الأئمة الهداة بعده فقال (اتبعوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأقروا بما نزل من عند الله) ومنه طاعة ولاة الامر (واتبعوا آثار
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 باب طينة المؤمن والكافر 3
2 باب آخر منه 15
3 باب آخر منه 21
4 باب 32
5 باب 35
6 باب 36
7 باب 42
8 باب 43
9 باب 44
10 باب 46
11 باب الإخلاص 49
12 باب الشرائع 57
13 باب دعائم الإسلام 61
14 باب 74
15 باب آخر منه 85
16 باب 87
17 باب 101
18 باب السبق إلى الإيمان 121
19 باب درجات الإيمان 130
20 باب آخر منه 135
21 باب نسبة الإسلام 138
22 باب خصال المؤمن 143
23 باب 151
24 باب صفة الإيمان 159
25 باب فضل الإيمان على الإسلام واليقين على الإيمان 163
26 باب حقيقة الإيمان واليقين 168
27 باب التفكر 174
28 باب المكارم 178
29 باب فضل اليقين 186
30 باب الرضا بالقضاء 196
31 باب 206
32 باب حسن الظن بالله عز وجل 227
33 باب الطاعة والتقوى 235
34 باب العفة 251
35 باب اجتناب المحارم 253
36 باب أداء الفرائض 257
37 باب استواء العمل والمداومة عليه 259
38 باب العبادة 261
39 باب النية 265
40 باب 269
41 باب الإقتصاد في العبادة 271
42 باب 274
43 باب الصبر 277
44 باب الشكر 291
45 باب حسن الخلق 303
46 باب حسن البشر 312
47 باب الحياء 317
48 باب العفو 319
49 باب كظم الغيظ 323
50 باب الحلم 328
51 باب الصمت وحفظ اللسان 333
52 باب المداراة 343
53 باب الرفق 347
54 باب التواضع 354
55 باب 363
56 باب ذم الدنيا والزهد فيها 372
57 باب باب القناعة 407
58 باب الكفاف 412
59 باب تعجيل فعل الخير 415
60 باب الإنصاف والعدل 419
61 استدراك 428