والتجدد، ومشيئته الأشياء بمعنى تكوينها وإحداثها كذلك بخلاف دراكيته تعالى للأشياء، و " دراك " خبر ل " إن " في قوله: " إن ربي "، وكذلك ما قبله وبعده من الظروف وغيرها.
* قوله (عليه السلام): مريد لا بهمامة [ص 135 ح 4] قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: " حكى زرقان في كتاب المقالات وأبو عيسى الوراق والحسن بن موسى وذكره شيخنا أبو القاسم البلخي في كتابه في المقالات أيضا عن الثنوية: أن النور الأعظم اضطربت عزائمه وإرادته في غزو الظلمة والإغارة عليها، فخرجت من ذاته قطعة وهي الهمامة المضطربة في نفسه، فخالطت الظلمة غازية لها، فاقتطعتها الظلمة عن النور الأعظم وحالت بينها وبينه، وخرجت همامة الظلمة غازية للنور الأعظم، فاقتطعها النور الأعظم عن الظلمة ومزجها بأجزائه، وامتزجت همامة النور بأجزاء الظلمة أيضا، ثم ما زالت الهمامتان متقاربان ومتدانيان وهما ممتزجان (1) بأجزاء هذا وهذا حتى انبنى منهما هذا العالم المحسوس.
ولهم في الهمامة كلام مشهور وهي لفظة اصطلحوا عليها، واللغة العربية ما عرفنا فيها استعمال الهمامة بمعنى الهمة، والذي عرفناه الهمة والهمة، بالكسر والفتح، والمهمة، وتقول: لا همام لي بهذا الأمر، مبني على الكسر كقطام، ولكنها لفظة اصطلاحية مشهورة عند أهلها ". انتهى كلام ابن أبي الحديد. (2) وغرضه من هذا الرد على القطب الراوندي قدس الله روحه حيث قال في شرح نهج البلاغة: " إن الهمامة بمعنى التردد كالعزم " (3)، فقال ابن أبي الحديد: " ولقائل أن يقول: العزم هو إرادة جازمة حصلت بعد التردد، فبطل قوله: إن الهمامة هي نفس