المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج ٢ - الصفحة ٣٣١
داود المنقري، عن أحمد بن يونس، عن أبي هاشم، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الخلود في الجنة والنار؟ - فقال: أنما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى : " قل كل يعمل على شاكلته " أي على نيته (1).
95 - عنه، عن يعقوب بن يزيد، وأبوه، عن ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، عن بكير بن أعين، عن أبي جعفر (ع) قال: قلت له: رجل شك ولم يدر أربعا صلى أو اثنتين وهو قاعد؟ - قال: يركع ركعتين وأربع سجدات وهو جالس (2).
96 - عنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض رجاله، قال: قال أبو سعيد الخدري، كنت مع النبي صلى الله عليه وآله بمكة إذ ورد عليه أعرابي طويل القامة عظيم الهامة، محتزم بكساء وملتحف بعباء قطواني، قد تنكب قوسا له وكنانة، فقال للنبي صلى الله عليه وآله: يا محمد أين علي بن أبي طالب من قلبك؟ - فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله بكاء شديدا حتى ابتلت وجنتاه من دموعه، وألصق خده بالأرض، ثم وثب كالمنفلت من عقاله، وأخذ بقائمة المنبر، ثم قال: يا أعرابي والذي فلق الحبة وبرأ النسمة وسطح الأرض على وجه الماء لقد سألتني عن سيد كل أبيض وأسود، وأول من صام وزكى وتصدق، وصلى القبلتين، وبايع البيعتين، وهاجر الهجرتين، وحمل الرايتين، وفتح بدرا وحنين، ثم لم يعص الله طرفة عين، قال:
فغاب الاعرابي من بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لأبي سعيد: يا أخا جهينة هل عرفت من كان يخاطبني في ابن عمى علي بن أبي طالب؟ - فقال: الله و رسوله أعلم، قال: كان والله جبرئيل، هبط من السماء إلى الأرض ليأخذ عهودكم و مواثيقكم لعلي بن أبي طالب (ع) (3).

1 - ج 3، باب ذبح الموت بين الجنة والنار "، (ص 392، س 9) وأيضا ج 15، الجزء الثاني، " باب النية "، (ص 76، س 28) أقول: أورد له بيانا قبيل ذلك (ص 74) بعد نقله من الكافي.
2 - ج 18، كتاب الصلاة، " باب أحكام الشك والسهو "، (ص 650، س 29) مع بيان له.
3 - ج 9، " باب جوامع مناقبه (ع) "، (ص 428، س 35) قائلا بعده: " توضيح - قال الجزري: " فيه: نهى أن يصلى الرجل حتى يحتزم، أي يتثبت ويشد وسطه " وقال: " القطوانية عباءة بيضاء قصيرة الخمل، والنون زائدة " وقال: " تنكب القوس = علقها في منكبه " وكنانة السهم (بالكسر) جعبة من جلد لا خشب فيها أو بالعكس " و " البيعتان " بيعة العقبة والرضوان، و " الهجرتان " إلى الشعب والمدينة، و " الرايتان " راية بدر وأحد أو حنين، أو حمل رايتين في غزوة واحدة، أو المراد بالتثنية مطلق الرايات ".
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»
الفهرست