المحاسن - أحمد بن محمد بن خالد البرقي - ج ٢ - الصفحة ٣٣٣
أجبه، فقال الحسن: إن الرجل إذا نام فإن روحه متعلقة بالريح، والريح متعلقة بالهواء، فإذا أراد الله أن يقبض روحه جذب الهواء الريح، وجذبت الريح الروح، وإذا أراد الله أن يردها في مكانها جذبت الروح الريح، وجذبت الريح الهواء، فعادت إلى مكانها، وأما المولود الذي يشبه أباه، فإن الرجل إذا واقع أهله بقلب ساكن وبدن غير مضطرب وقعت النطفة في الرحم، فيشبه الولد أباه، وإذا واقعها بقلب شاغل وبدن مضطرب، فوقعت النطفة في الرحم، فإن وقعت على عرق من عروق أعمامه يشبه الولد أعمامه، وإن وقعت على عرق من عروق أخواله يشبه الولد أخواله، وأما الذكر والنسيان، فإن القلب في حق، والحق مطبق عليه، فإذا أراد الله أن يذكر القلب سقط الطبق، فذكر، فقال الرجل: " أشهد أن لا إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وأشهد أن أباك أمير المؤمنين وصى محمد حقا حقا، ولم أزل أقوله، وأشهد أنك وصيه، وأشهد أن الحسين وصيك، حتى أتى على آخرهم "، فقال: قلت لأبي عبد الله (ع): فمن كان الرجل؟ - قال: الخضر (ع) (1).
100 - وعنه، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن جميل بن دراج، قال:
سألت أبا عبد الله (ع) عن شئ من الحلال والحرام؟ - فقال: إنه لم يجعل شئ إلا لشئ (2) 101 - وعنه، عن أبيه، عن حماد بن عثمان، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله (ع) قال: كنت عند زياد بن عبيد الله وجماعة من أهل بيتي، فقال، يا بنى على ويا بنى فاطمة ما فضلكم على الناس؟ - فسكتوا، فقلت: إن من فضلنا على الناس أنا لا نحب أنا من أحد سوانا، وليس أحد من الناس لا يحب أنه منا إلا أشرك، ثم قال: ارووا هذا (3).

1 - لم أظفر بهما في مضانهما من البحار، فإن ظفرت بمواضعهما أشر إليهما في آخر الكتاب، نعم نقل الحديث الأول بهذا السند لكن مع اختلاف لما في هنا متنا من هذا الكتاب في ج 9، " باب نص الخضر (ع) عليهم (ع) "، (ص 171، س 1) وأيضا في ج 14، (ص 396 س 29) مع بيان له.
2 - ج 3، " باب علل الشرائع والأحكام "، (ص 123، س 25) قائلا بعده: " بيان أي لم يشرع الله تعالى حكما من الأحكام إلا لحكمة من الحكم، ولم يحلل الحلال إلا لحسنه، ولم يحرم الحرام الا لقبحه، لا كما تقوله الأشاعرة عن نفى الغرض وانكار الحسن والقبح العقليين، ويمكن أن يعم بحيث يشمل الخلق والتقدير أيضا فإنه تعالى لم يخلق شيئا. أيضا إلا لحكمة كاملة وعلة باعثة وعلى نسخة الباء أيضا يرجع إلى ما ذكرنا بأن تكون سببية ويحتمل أن تكون لملابسة أي لم يخلق ولم يقدر شيئا في الدنيا ألا متلبسا بحكم من الأحكام يتعلق به وهو مخزون عند أهله من الأئمة عليهم السلام " 3 - تقدم آنفا تحت رقم 1.
(٣٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 338 ... » »»
الفهرست