يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم لا قبلها ولا بعدها وعن أبي هريرة مثل هذا نحو هذا؟ (1) * قال علي: وهذا كله لا حجة فيه لأنه ليس في شئ من هذه الأخبار نهى من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قراءة (بسم الله الرحمن الرحيم) وإنما فيها: أنه عليه السلام كان لا يقرؤها * وقد عارضت هذه الأخبار أخبار أخر منها ما روينا من طريق أحمد بن حنبل: حدثنا وكيع ثنا شعبة عن قتادة عن انس قال: (صليت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم:) ورويناه أيضا: (فلم يجهروا ببسم الله الرحمن الرحيم) * فهذا يوجب أنهم كانوا يقرؤنها ويسرون بها، وهذا أيضا الايجاب فيه لقراءتها، وكذلك سائر الأخبار * قال علي: والحق من هذا ان النص قد صح بوجوب قراءة أم القرآن فرضا، ولا يختلف اثنان من أهل الاسلام في أن هذه القراءات حق كلها مقطوع به، مبلغة كلها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام عن الله عز وجل بنقل الملوان (2) فقد وجب إذ كلها حق ان يفعل الانسان في قراءته أي ذلك شاء، وصارت (بسم الله الرحمن الرحيم) في قراءة صحيحة آية من أم القرآن، وفى قراءة صحيحة ليست آية من أم القرآن، مثل لفظة (هو) في قوله تعالى في سورة الحديد (هو الغنى الحميد) وكلفظة (من) في قوله تعالى (من تحتها الأنهار) في سورة براءة على رأس المائة آية، هما من السورتين في قراءة من قرأ بهما وليستا من السورتين في قراءة من لم يقرأ بهما، ومثل هذا في القرآن وارد في ثمانية مواضع، ذكرناها في كتاب القراءات وآيات كثيرة، وسائر ذلك من الحروف يطول ذكرها، كزيادة ميم منها في سورة الكهف (3) وفي (حم عسق): فبما كسبت (4) وهاءات في مواضع كثيرة في (يس) (وما علمناه (5) وفى الزخرف
(٢٥٣)