عن يزيد الضخم قال لما أتى عليا الخبر وهو بالمدينة بأمر عائشة وطلحة والزبير إنهم قد توجهوا نحو العراق خرج يبادر وهو يرجو أن يدركهم ويردهم فلما انتهى إلى الربذة أتاه عنهم إنهم قد أمعنوا فأقام بالربذة أياما وأتاه عن القوم أنهم يريدون البصرة فسرى بذلك عنه وقال إن أهل الكوفة أشد إلي حبا وفيهم رؤس العرب وأعلامهم فكتب إليهم اني قد اخترتكم على الأمصار وإني بالأثرة * حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن عن بشير بن عاصم عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه قال كتب علي إلى أهل الكوفة بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فاني اخترتكم والنزول بين أظهركم لما أعرف من مودتكم وحبكم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم فمن جاءني ونصرني فقد أجاب الحق وقضى الذي عليه * حدثني عمر قال حدثتا أبو الحسن قال حدثنا حباب بن موسى عن طلحة بن الأعلم وبشير بن عاصم عن ابن أبي ليلى عن أبيه قالا بعث محمد بن أبي بكر إلى الكوفة ومحمد بن عون فجاء الناس إلى أبي موسى يستشيرونه في الخروج فقال أبو موسى أما سبيل الآخرة فان تقيموا وأما سبيل الدنيا فأن تخرجوا وأنتم أعلم وبلغ المحمدين قول أبي موسى فبايناه وأغلظا له فقال أما والله إن بيعة عثمان رضي الله عنه في عنقي وعنق صاحبكما الذي أرسلكما ان أردنا أن نقاتل لا نقاتل حتى لا يبقى أحد من قتلة عثمان إلا قتل حيث كان وخرج علي من المدينة في آخر شهر ربيع الآخر سنة 36 فقالت أخت علي بن عدي من بني عبد العزى بن عبد شمس لأهم فأعقر بعلي جمله * ولا تبارك في بعير حمله ألا علي بن عدي ليس له * حدثني عمر قال حدثنا أبو الحسن عن أبي محنف عن نمير بن وعلة عن الشعبي قال لما نزل علي بالربذة أتته جماعة من طيئ فقيل لعلي هذه جماعة من طيئ قد أتتك منهم من يريد الخروج معك ومنهم من يريد التسليم عليك قال جزى الله كلا خيرا وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ثم دخلوا عليه فقال علي ما شهدتمونا به قالوا شهدناك بكل ما تحب قال جزاكم الله خيرا فقد أسلمتم طائعين وقاتلتم المرتدين ووافيتم
(٤٩٣)