وصف لي رسولك صفتهم لو يحاولون الجبال لهدوها ولو خلى لهم سربهم أزالوني ما داموا على ما وصف فسالمهم وارض منهم بالمساكنة ولا تهجهم ما لم يهيجوك وأقام يزدجرد وآل كسرى بفرغانة معهم عهد من خاقان ولما وقع الرسول بالفتح والوفد بالخبر ومعهم الغنائم بعمر بن الخطاب من قبل الأحنف جمع الناس وخطبهم وأمر بكتاب الفتح فقرئ عليهم فقال في خطبته إن الله تبارك وتعالى ذكر رسوله صلى الله عليه وسلم وما بعثه به من الهدى ووعد على اتباعه من عاجل الثواب وآجله خير الدنيا والآخرة فقال " هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون " فالحمد لله الذي أنجز وعده ونصر جنده ألا إن الله قد أهلك ملك المجوسية وفرق شملهم فليسوا يملكون من بلادهم شبرا يضر بمسلم ألا وإن الله قد أورثكم أرضهم وديارهم وأموالهم وأبناءهم لينظر كيف تعملون ألا وإن المصرين من مسالحها اليوم كأنتم والمصرين فيما مضى من البعد وقد وغلوا في البلاد والله بالغ أمره ومنجز وعده ومتبع آخر ذلك أوله فقوموا في أمره على رجل يوف لكم بعهده ويؤتكم وعده ولا تبدلوا ولا تغيروا فيستبدل الله بكم غيركم فإني لا أخاف على هذه الأمة أن تؤتى إلا من قبلكم (قال أبو جعفر) ثم إن أداني أهل خراسان وأقاصيه اعترضوا زمان عثمان بن عفان لسنتين خلتا من إمارته وسنذكر بقية خبر انتقاضهم في موضعه إن شاء الله مع مقتل يزدجرد (وحج) بالناس في هذه السنة عمر بن الخطاب وكانت عماله على الأمصار فيها عماله الذين كانوا عليها في سنة 21 غير الكوفة والبصرة فإن عامله على الكوفة وعلى الاحداث كان المغيرة بن شعبة وعلى البصرة أبا موسى الأشعري ثم دخلت سنة ثلاث وعشرين فكان فيها فتح إصطخر في قول أبي معشر حدثني بذلك أحمد بن ثابت الرازي قال حدثنا محدث عن إسحاق بن عيسى عن أبي معشر قال كانت إصطخر الأولى وهمذان سنة 23 وقال الواقدي مثل ذلك وقال سيف كان فتح إصطخر بعد توج الآخرة
(٢٥٠)