المجموع - محيى الدين النووي - ج ١٩ - الصفحة ٢١٨
أهل الشام قاصدا لقتاله فالتقيا بصفين فدامت الحرب بينهم أشهرا وكاد معاوية وأهل الشام أن يكسروا، فرفعوا المصاحف على الرماح ونادوا: ندعوكم إلى كتاب الله، وكان ذلك بإشارة عمرو بن العاص وهو مع معاوية فنكر القتال جمع كثير ممن كان مع علي خصوصا القراء بسبب ذلك تدينا محتجين بقوله تعالى (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم) الآية فراسلوا أهل الشام في ذلك فقالوا: ابعثوا حكما منكم وحكما منا ويحضر معهما من لم يباشر القتال فمن رأوا الحق معه أطاعوه، فأجاب علي ومن معه إلى ذلك وأنكرت ذلك الطائفة التي صارت خوارج وفارقوا عليا وهم ثمانية آلاف ونزلوا بمكان يسمى حروراء، ومن ثم سموا بالحرورية، وكانوا بقيادة كبيرهم عبد الله ابن الكواء اليشكري وشبث التميمي، فأرسل إليهم علي عبد الله بن عباس فناظرهم فرجع كثير منهم، ثم خرج إليهم علي فأطاعوه ودخلوا معه الكوفة ومعهم رئيساهم المذكوران ثم أشاعوا أن عليا تاب من الحكومة ولذلك رجعوا معه فبلغ ذلك عليا فخطب فيهم وأنكر ذلك فتنادوا من جانب المسجد لا حكم إلا لله فقال كلمة حق يراد بها باطل. ثم قال: لكم علينا ثلاث، ألا نمنعكم من المساجد ولا من رزقكم من الفئ، وألا نبدؤكم بقتال ما لم تحدثوا فسادا، وخرجوا شيئا بعد شئ إلى أن اجتمعوا بالمدائن فراسلهم علي في الرجوع فأصروا على الامتناع حتى يشهد على نفسه بالكفر لرضاه بالتحكيم ويتوب، ثم راسلهم أيضا فأرادوا قتل رسوله، ثم اجتمعوا أيضا على ألا يعتقد معتقدهم بكفر ويباح دمه وماله وأهله، واستعرضوا الناس فقتلوا من اجتاز بهم من المسلمين ومر بهم عبد الله ابن خباب بن الأرت واليا لعلي على بعض تلك البلاد ومعه سريته وهي حامل فقتلوه وبقروا بطن سريته عن ولد، فبلغ عليا فخرج إليها في الجيش الذي كان هيأه للخروج إلى الشام، فأوقع بهم في النهروان ولم ينج منهم الا دون العشرة، ولا قتل ممن معه الا نحو العشرة.
فهذا ملخص أمرهم ثم انضم إلى من بقي منهم ممن مال إلى رأيهم فكانوا مختفين في خلافة علي حتى كان منهم ابن ملجم الذي قتل عليا رضي الله عنه بعد أن دخل في صلاة الصبح، ثم لما وقع صلح الحسن ومعاوية ثارت منهم طائفة فأوقع بهم
(٢١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 223 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب الديات - باب من تجب الدية بقتله وما تجب به الدية من الجنايات تجب الدية بقتل المسلم والذمي 3
2 أنواع القتل من العمد وغيره 5
3 وتجب الدية بقتل الخطأ 6
4 وتجب على الجماعة وتقسم بينهم 8
5 وان سلم صبيا إلى سابح ليعلمه السباحة فغرق ضمنه السابح. 11
6 ان زنا بامرأة فحبلت وماتت من الولادة فماذا عليه 14
7 ان حفر بئرا في طريق الناس فهلك به أحد ضمن، وان وضع حجرا في طريق الناس فهلك به أحد ضمن 15
8 وان كان معه دابة فأتلفت إنسانا أو مالا ضمن 17
9 إن طرح في الطريق قشر البطيخ فزلق به إنسان فمات ضمن. 25
10 إن وقف في الطريق فصدمه رجل فماتا، ما العمل 26
11 إن اصطدمت سفينتان وهلكتا وما فيهما، ما العمل 29
12 ان خرق رجل سفينة فغرق ما فيهما لزمه ضمانه 35
13 إذا وقع رجل في بئر ووقع عليه آخر فمات الأول ما العمل 36
14 باب الديات، دية المسلم مائة من الإبل 40
15 الدية تزيد إذا كانت الجناية في الأشهر الحرم أو كانت على محرم 41
16 وتجب الدية من الصنف الذي يملكه القاتل، وإذا أراد يجعل الدية مالا يجب ألف دينار 47
17 دية اليهودي والنصراني ثلث دية المسلم، ودية المجوسي كم 51
18 دية المرأة نصف دية الرجل 52
19 ما معنى دية الجنين؟ 54
20 دية الجنين إذا كانت مالا يجب خمسون دينارا، وإذا كان أحد أبويه نصرانيا أو 59
21 باب أروش الجنايات، أنواعه الجنايات التي توجب الأروش، شجاج في الرأس والوجه، وجروح فيما عداهما، واسم كل 62
22 ما هو مقدار أرش الموضحة وما هي؟ 64
23 ما هو مقدار أرش الهاشمة وما هي، وكذلك المثقلة والمأمومة 66
24 الجائفة ما هي ما أرشها 69
25 جزاء من أدخل خشبة في دبر انسان أو أذهب بكارة فتاة 71
26 في اتلاف العينين الدية وفى أحدهما نصفها 75
27 وفى اتلاف بعض الضوء بقسطه من الدية، ويجب في الجفون الدية 76
28 وفى الأذنين الدية وفى إحداهما نصفها 80
29 وفى السمع الدية وان نقص السمع فبقسطه 81
30 وان قطع بعض الاذن وجب الأرش بقدره 83
31 وفى مارن الانف الدية، وان قطع بعضه فبحسابه وفى اتلاف الشم الدية وفى بعضه فبقسطه 84
32 وان لكمه أو ضرب رأسه بحجر فزال عقله وجبت الدية 87
33 وفى الشفتين الدية 88
34 وفى اللسان الدية وان ذهب بعض النطق فبحسابه 90
35 وان أذهب حاسة الذوق من الحلاوة والمرارة الخ وجبت الدية وان قطع لسان أخرس فان كان بقى بعد القطع ذوقه وجبت حكومة 95
36 وفى كل سن خمس من الإبل 97
37 إن كسر بعض سن فبقسطه 100
38 إن قلع أسنان رجل كلها ما العمل 101
39 وفى اللحيين الدية وهما الفكان 102
40 وفى اليدين الدية وفى كل أصبع عشرها، وان جنى على يد فشلت أو أصبع فشلت وجب عليه ما يجب في قطعها 105
41 ويجب في الرجلين الدية وفى قدم الأعرج الدية، وإذا كسر الساعد أو غيره فعالجه وعادت سليمة وجبت الحكومة 109
42 وفى الأليتين الدية وان كسر صلبه فعالجه وتم الشفاء ففيه حكومة وان كسر صلبه وعجز عن الوطء وجبت الدية 112
43 وفى الذكر الدية وفى الأنثيين الدية، وفى البعض بحسابه 113
44 أرش الجروح تساوى المرأة فيه الرجل إلى ثلث الدية ثم يختلف، ويجب في ثديي المرأة الدية 118
45 إن قطع حلمتي الرجل ما العمل 121
46 ان قطع الشفران من المرأة، إذا وطئ امرأة فأفضاها 123
47 وان أتلف الشعور ففيه حكومة 124
48 وفى الترقوة جمل وهي العظم المدور في النحر إلى الكتف، وفى الضلع جمل 129
49 إن ضرب أحد بمثل وحصل أثر ففيه حكومة 131
50 باب العاقلة وما تحمله من الديات، صور مما تتحمله العاقلة ومالا تتحمله، وحكمة ذلك 141
51 وما يجب بخطأ الحاكم من الدية هل تتحمله عاقلته أو بيت المال 145
52 وما يجب بجناية العمد يجب حالا، وما يجب بجناية الخطأ من الدية يجب مؤجلا على ثلاث سنين. 146
53 من هم العاقلة 153
54 لا يعقل مسلم عن كافر ولا كافر عن مسلم 158
55 ولا يعقل فقير، وإذا قسمت الدية على الدية قدم الأقرب فالأقرب 162
56 باب اختلاف الجاني وولى الدم، وذلك إذا ادعى الجاني ان القتيل كان عبدا. وقال ولى الدم بل كان حرا أو إذا اشترك ثلاثة في جرح رجل ومات المجروح 169
57 ان جنى على عضو فادعى الجاني أنه أشل وادعى المجنى عليه أنه سليم 172
58 ان قطع يد رجل ومات وادعى واليه أنه مات من الجناية. وقال الجاني بل مات بسبب آخر 174
59 ان اصطدمت سفينتان فتلفتا وادعى صاحب السفينة على القيم أنه فرط في ضبطها وأنكر القيم، وإذا ضرب بطن امرأة فألفت جنينا ميتا ما العمل 180
60 باب كفارة القتل، وبيانها 184
61 الفرق بين قتل العمد والخطأ 186
62 إذا اشترك جماعة في قتل واحد فعلى كل واحد كفارة 189
63 كتاب قتال أهل البغى وهم الذين يخرجون على الامام الخليفة 190
64 شروط وأوصاف تتوفر في الامام 192
65 متى يجوز خلع الامام ومتى يجوز قتال من خرج على الامام 194
66 كيفية قتال من خرج على الامام 200
67 إذا رجع من خرج إلى طاعة الامام لا يقاتل 202
68 إذا قاتل من خرج فلا يقتل أسيرهم ولا يؤخذ مالهم 204
69 إذا استولى الخارجون على بلد ونصبوا قاضيا ما العمل 213
70 إذا أظهر قوم رأى الخوارج يتعرض لهم 216
71 من هم الخوارج 217
72 باب قتل المرتد وبماذا يرتد 221
73 وإذا تاب المرتد 231
74 ان كان له ولد حكم بإسلامه 238
75 للسحر حقيقة؟ وهل سحروا الرسول إذا ارتد جماعة 240
76 باب صول الفحل وكيف تدافع عن نفسك 247
77 إذا وجد الرجل رجلا مع امرأته 252
78 كتاب السير والجهاد 262
79 الجهاد فرض 265
80 لا يجاهد أحد عن أحد 267
81 لا يجب الجهاد على المرأة ولا يجب على الأعمى 270
82 وإن كان أحد أبويه مسلما وجب إذنه 275
83 ويجب على الامام أن يحوط بلاد الاسلام بالجيوش وأن يستعمل أمراء ثقات 277
84 ولا يستعين بالكفار من غير حاجة 280
85 فريق يجب قتاله حتى يسلم وآخر حتى يدفع الجزية 287
86 متى يحرم الفرار من الزحف 290
87 ولا يجوز قتل نسائهم وأما الشيخ.. 295
88 ولا يقتل رسولهم 296
89 من يستحق سلب القتيل ومن لا يستحق 317
90 وإن أسلم رجل قبل الأسر. وإن سبى المسلم صبيا وإن وصف الاسلام صبي عاقل كافر لا يصح اسلامه 324
91 وان سبيت امرأة ومعها ولد صغير لا يفرق بينهما إن سبى الزوجان انفسخ النكاح 327
92 وما أصاب المسلمون من مال الكفار وخيف أن يرجع إليهم 333
93 إذا سرق بعض الغانمين 337
94 وإن تجسس رجل للكفار 340
95 وإن أسر الكفار مسلما وأطلقوه فله أن يؤذيهم 347
96 باب الأنفال ان قال الأمير من فعمل فعلا يؤدى إلى النصر فله كذا 348
97 باب قسم الغنيمة وما هي 354
98 من يستحق ومن لا حق له في الغنيمة 360
99 باب قسم الخمس سهم ذي القربى سهم اليتامى. سهم المساكين. سهم ابن السبيل 369
100 باب قسم الفئ وبيانه 375
101 باب الجزية وممن تؤخذ 386
102 أقل الجزية 391
103 ميعاد دفع الجزية 395
104 باب عقد الذمة وممن يصح، وعرض الاسلام أو الجزية على العدو قبل قتاله، ولا يبدءون بالسلام، ويمنعون من إطهار الخمر ومن أحداث الكنائس ويجب عن الامام الذب عنهم 408
105 ومن أتى من أهل الذمة محرما حكمنا عليه إذا امتنع الذمي من التزام ما عليه نقض عهده. 419
106 لا يمكن مشرك من دخول الحرم والحجاز 428
107 باب الهدنة وهي من حق الامام. ان عقد الهدنة على مالا يجوز وجب نقضه 439
108 إذا نقض أهل الهدنة 449
109 خراج السواد وبيانه 454