وقد بقيت أعداد من الكرشة، أو الوزنة، من الأيام الهخامنشية تحفظ واحدة منها في المحتف الإيراني في طهران وهذه الوزنة منحوتة من قطعة حجر صلب كدر اخضر وهي مصقولة ومنقوشة عليها ثلاثة السن (الفارسي القديم) (والبابلي) (والعيلامي) بالخط المسماري وتكون ذكرى لأيام داريوش نفسه الذي هو أول من ضرب السكة في إيران وكان وزنها مأة وعشرين كرشه وهى وجدت في سنة 1316 هجرية شمسية عند الحفريات في ناحية جنوبية من إحدى كنوز (تخت جمشيد) (1) منقوش عليها بلسان الفرس القديم هكذا:
(120 كرشه) أنا داريوش. السلطان الكبير، سلطان السلاطين، سلطان الممالك، سلطان هذه الحدود والثغور، ابن ويشتاسب (گشتاسب) الهخامنشى.
ووزنة أخرى، وزنها ستون كرشة، وهى أيضا من داريوش الكبير، والكتابة التي عليها بلغات ثلاث كانت بعين ما على تلك الوزنة بلا زيادة ونقيصة وهى الآن موجودة في المتحف الآسيوي، في لينينقراد. وقد رآها المستشرق الأمريكي (جكس) سنة 903 للميلاد في سفره إلى إيران عند مزار الشاه نعمة الله ولى، في (ماهان) قرب كرمان وتكلم عليها مفصلا في كتابه (إيران القديم والجديد) وطبع منها ثلاثة صور فتوغرافية التي يصور كل واحد منها الخط المسماري للفرس القديم، والعيلامي، والبابلي. وبقى من داريوش كرشتان اخريان واحدة منهما محفوظة في متحف (لندن) والاخرى أيضا على صورة الأسد موجودة في (لوور) باريس، وليست عليها كتابة ونقوش.
قلنا إن الوزنة الموجودة في متحف طهران مأة وعشرون كرشه، فهي بالقياس إلى الوزن المتعارف في عصرنا هذا تكون 9 كيلوات و 950 غراما أي 10 كيلوات تنقص 50 غراما، فعلى هذا يكون كل كرشة 83 غراما تقريبا وبهذا الوزن الذي هو بدل پوند و PONDO في اللاتين، سمى واحد الفلوس في إيران، فقالوا له (كرشه).