ان هذا النقد الذهب، يشبه تماما النقود النحاس التي ضربها (هيرا قليوس)، ويشاهد هو في الوسط، وعن يمينه قسطنطين، وعن يساره (هيراقليوناس)، أو (مارتين)، وهذه النقود النحاس، من مضروبات الإسكندرية سنة (538 م)، والدينار هذا لا يختلف عنها إلا في تحويل الصلبان، إلى دوائر، ووجود الكتابة الكوفية، التي هي طوق النقد، (بسم الله لا إله إلا الله وحده، محمد رسول الله)، والفرق في وضع I. B فعلى الدينار، I. B، وعلى النحاس B. I، مع أنها قد كتبت معكوسة، في عدة مسكوكات من النحاس خطأ من الضرب B. I، ولا تظهر كيفية العكس إلا على I. B، كما حدث في نقود من النحاس، ضربت في إيليا فلسطين المرقمة 34 و 35 ص 10 من كتلوك برلين. ونقد النعمان المؤرخ 80 الرقم 62 و 63 ص 17 من كتلوك برلين أيضا وكثير غيرها.
ثم قال بعد كلام له: وعلى ما تقدم يدل هذان الرقمان، إذا حسبنا تاريخ هذا الدينار الحرفين I. B، وراعينا كل التقديرات السالفة على سنة (3) أو (12) أو (21) وهذه الأرقام لا يمكن ان تدل على التاريخ الهجري لسنة الضرب، لان أعظم حد لها هو سنة (21) وهى تصادف أواخر خلافة عمر وهو لم يضرب إلا الدراهم.
ولم تذكر التواريخ، أن أحدا من الخلفاء الراشدين ضرب الدنانير مطلقا.
ولقائل أن يقول أن هذه الأرقام تدل على تاريخ سنة الضرب، من إبتداء خلافة الخليفة الضارب، وهذا ما كان يستعمله الأباطرة البيزنطيون، ولم يعرف استعماله في الاسلام.
ولما كانت التواريخ لم تذكر في أولية من ضرب الدنانير، إلا ثلاثة نفر، كما بينا سابقا وهم (معاوية بن أبي سفيان، ومصعب بن الزبير، في خلافة أخيه عبد الله، وعبد الملك بن مروان).
فإذا جعلنا تاريخ هذا الدينار، سنة 21 على رأي (المستر استانلى بول)، والسيد إسماعيل غالب، نراه لا ينطبق على خلافة معاوية، لأن خلافته 19 سنة من 41 إلى 60 ه، وهو تاريخ صفاء الخلافة له، وعده الرسمي الذي يأخذ