إن هذا المقدار من المسافة يلاحظ من كل واحدة من جهات مكة وروايتا المواقيت قد عرفت احتمال انطباقها على رواية زرارة ورواية ثمانية عشر ميلا لم يعمل الأصحاب بها فتبقى صحيحة زرارة بلا معارض مع أن كثيرا من الفقهاء قد أفتوا بمضمونها بل قيل إنه المشهور فالعمل عليها متعين ثم إن التحديد المذكور هل يلاحظ من المسجد أو من مكة المكرمة؟ قيل بالأول لظهور قوله تعالى ذلك لمن يم يكن أهله حاضري المسجد الحرام " في كون ملاك الملاحظة هو المسجد الحرام ولكن الظاهر هو القول الثاني لأن المراد بحاضري المسجد الحرام حاضري مكة لا خصوص المسجد كما يقال لأهل النجف أو لأهل كربلاء أو لأهل المشهد الرضوي أنه من أهل الحضرة العلوية أو الحسينية أو الرضوية ولا يراد منه أنهم من أهل نفس الحضرة بلا المراد أنهم من أهل تلك البلدة الشريفة المنسوبة إليهم عليهم السلام كما لا يخفى وإذا كان له منزلا لأن أحدهما في خارج الحد
(٤٧)