ورزقا لقوله تعالى - اللهم ربنا أنزل علينا مائدة من السماء تكون لنا عيدا - الآية وربما كانت المائدة ميدانا للحرب واللقاء والمؤاكلة عليها مطاعنة بالأيدي كل يحتمل لنفسه ويعمل في حياة روحه، ومن رأى أنه يأكل على مائدة وكان عزبا فإنه يتزوج وإن لم يأكل عليها تكون البنت بكرا، ومن رأى أنه يأكل على مائدة مقلوبة فإنه يأتي امرأة في دبرها، ومن رأى أنه يبدل طعاما من بين يديه بشئ من نبات الأرض فإنه يفتقر وينتقل إلى الذل والمسكنة. وقال أبو سعيد الواعظ:
رأى بعض الصلحاء أن هاتفا يتلو - ربنا أنزل علينا مائدة - الآية فقص رؤياه على بعض مشايخ التعبير فقال إنك رجل فقير وتدعو الله بالفرج واليسر فيستجيب لك وكان كما قال. وقد اختلف في المائدة فمنهم من قال إنها تؤول برجل شريف سخى والقعود عليها صحبة والأكل منها الانتفاع به، ومن رأى أنه على مائدة وعليها أقوام مجتمعون فإنه يؤاخى قوما على سرور ويقع بينهم وبينه منازعة في أمر معيشة له وقيل المائدة تؤول بالدين، وروى " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال رأيت البارحة مرجا أخضر فيه مائدة موضوعة ومنبر موضوع له سبع درجات ورأيتك ارتقيت الدرجة السابعة وتنادى عليها وتدعو الناس إلى المائدة فقال عليه السلام: أما المائدة فالاسلام وأما المرج الأخضر فهو الجنة، وأما ارتقاء المنبر إلى آخره فهو آخر الزمان وأما النداء فأنا أدعو الناس إلى الاسلام والجنة