فرويد في معالجة الأمراض الروحية، واتخاذهم أساليبه في التحليل النفسي... يصرحون بأن هذه الطريقة وحدها ليست مجدية. ويجب ألا تنحصر معالجة الأمراض النفسية فيها...
«إن كثيرا من العلاجات النفسية تكون ذات منظار ضيق، وحتى التحليل النفساني الذي يؤدي إلى نتائج مرضية في كثير من الأحيان نجده يحصر بحثه على الغرائز فقط. هذه الطريقة توجه همها إلى أن ترضي الغرائز بصورة اتباع مبدأ اللذة.
وهذا المبدأ لا يعنى بالجانب الأخلاقي ولا يتحدث عن الهدف الأصلي للشخصية وعلاقاتها الخيرة والشريرة عند تفاعلها بالتكافؤ الاجتماعي ولهذا السبب فلو غضضنا الطرف عن الفشل الذي يلاقيه التحليل النفساني بالنسبة إلى حرية بعض الرغبات والميول المتطرفة، فإن العلاج النفسي الصحيح يجب أن يكون له هدف أسمى هو رفع شخصية الفرد - بعد ملاحظة أسس الشخصية - وتحقيق الرفاه للفرد والمجتمع على السواء...» (1) وبالرغم من أن نظرية فرويد لم تحصل على تأييد كثيرين من العلماء في العصر الحديث، لافراطها بشأن الغريزة... فإن الكثير من الغربيين يقرون (مبدأ اللذة) بالنسبة إلى تحقيق السعادة البشرية. إن أساس البحث حول تحقيق السعادة في الدول الأوروبية والأمريكية يدور على العمل لحياة أفضل وعيشة ترفل بالاستفادة من اللذائذ... ولهذا فإن قسما كبيرا من الجهود البشرية في العالم المتمدن قد خصص لجلب اللذائذ، وإن الفضائل المعنوية والمثل العليا قد فقدت أهميتها بالنسبة إلى أكثر الناس حتى يذهب بعضهم إلى أنهم في غنى عنها:
«ومنذ حل الخلق النفعي مكان الخلق الديني والنفسي، فإن الفضيلة لا تعتبر أمرا ضروريا في نظر المتمدنين، بحيث يرى (رومن) أنه