الطبيعة هذا الانسجام يحكي عن عقل عظيم إذا قسنا التفكير البشري والنشاط الانساني معه كانا لا شيء تماما» (1).
سئل (باستور) بعد اكتشاف أسرار عالم الميكروبات عن رأيه في أصول الديانة فقال: إن عقيدتي بالدين قد ترسخت أكثر من السابق» (2).
«ولكن في الاستطاعة أن نشير إلى شيء حدث منذ زمن بعيد، عند بدء الحياة على الأرض، وكان له شأن عظيم، ذلك: أن خلية واحدة قد نمت عندها القدرة المدهشة على استخدام ضوء الشمس في حل مركب كيمياوي، واصطناع غذاء لها ولأخواتها من الخلايا. ولا بد وأن لدات أخريات لخلية أصلية أخرى قد عاشت على الغذاء الذي أنتجته الخلية الأولى، وأصبحت حيوانا، في حين صارت الخلية الأولى نباتا والنباتات التي هي نسل هذه الخلية هي التي تغذي جميع الكائنات الحية الآن، فهل يمكننا أن نعتقد أن كون خلية قد أصبحت حيوانا، وأخرى قد أصبحت نباتا إنما حدث بطريق المصادفة؟» (3).
* * * لقد اتضح من البحوث السابقة أن للمعرفة الإلهية أساسا فطريا في باطن كل فرد، وأن هذه المعرفة الفطرية تتحول إلى إيمان تفصيلي بمعونة العقل والتدبر في الآيات الكونية، وأن أساس الايمان والمذهب قائم على الفطرة والعقل. وبالرغم من أن القرآن الكريم يستند في المعرفة إلى الفطرة ويعبر عن ندائها ب (الدين القيم) فإنه يدعو الناس إلى التدبر في أسرار الخلق ويأمرهم بالتعقل والتفكير.