للتدارك. فالطفل يكتمل بناؤه في الأعوام الأولى من حياته، ولا بد من الاعتناء بجميع جوانبه المادية والمعنوية. إن نقص التغذية الروحية أو الجسدية في هده الأيام تتضمن نتائج وخيمة، إن خطأة صغيرة يمكن أن تؤدي إلى مشكلة عظيمة يستمر الطفل يئن منها إلى نهاية عمره.
«قال رسول الله (ص): ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
فالأمير على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع عن أهل بيته وهو مسؤول عنهم ، والمرأة راعية على أهل بيت بعلها وولده وهى مسؤولة عنهم. ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته» (1) فعلى الوالدين المسلمين أن يتنبها إلى المسؤولية الدينية العظيمة عليهما في تربية أطفالها. وليعلما أن الأطفال ودائع الله في أيديهما فالوالدان اللذان يؤديان واجبهما الديني في تربية الأولاد بصورة صحيحة يكونان قد أديا الأمانة أداء كاملا، ويستحقان الأجر والثواب عند الله على ذلك. أما الوالدان اللذان يتخلفان عن ذلك فهما خائنان... لأنفسهما ولأطفالهما، وللمجتمع الذي يعيشون فيه، وهما يستحقان العقاب والحساب العسير أمام الله تعالى.
ليست المسؤولية العظمى للآباء في أن يجمعوا في حياتهم ثروة ضخمة ويورثوها إلى أولادهم. ذلك أن الولد إذا لم يحصل على تربية صحيحة فان الثروة تبعثه على الفساد والشقاء. إن مسؤولية الوالد تعني أن يربي ابنه على الملكات الفاضلة والقيم العليا والإيمان الصحيح وإعداده لخوض معركة الحياة بطهارة ونبل... وولد كهذا يستطيع أن يحيا حياة عزيزة وسعيدة وفي نفس الوقت يستطيع أن يكتسب ثروة كبيرة عن عن طريق مشروع.
يقول الامام علي (ع): «خير ما ورث الآباء الأبناء الأدب» (2).
ونعمة كبيرة يمتاز بها الأولاد الذين تحدروا عن آباء مؤمنين قاموا بتربيتهم تربية صحيحة ومن نتائج تلك التربية أنهم يعيشون حياة مطمئنة محبوبون لدى