والحسنين حين نزلت آية التطهير: (اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على آل إبراهيم إنك حميد مجيد) (1) واستفادة العصمة من الآية من جهة أن السلام بمعنى السلامة وهي البراءة من العيوب والنجاة من الذنوب كما قال تعالى: [قيل يا نوح اهبط بسلام منا] (2) وقال: [سلام على نوح (3) سلام على إبراهيم (4) سلام على موسى وهارون] (5) فالمعنى سلامة لآل محمد أي سلموا من العيوب سلامة وبرئوا من الذنوب براءة والسلامة من الذنوب هي العصمة.
ومما يدل عصمتهم من الكتاب أيضا قوله تعالى: [قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى] (6) فإنا قد بينا أولا إنها نازلة في أئمتنا وأمهم فاطمة وأبيهم علي (عليه السلام) وبينا أيضا أن المودة هنا بمعنى المتابعة وأقمنا على ذلك الأدلة هناك ويشهد للمعنين جميعا ما رواه الحاكم أبو القاسم الحسكاني في كتاب شواهد التنزيل لقواعد التفصيل مرفوعا إلى أبي أمامة الباهلي قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إن الله خلق الأنبياء من أشجار شتى وخلقت أنا وعلي من شجرة واحدة فأنا أصلها وعلي فرعها وفاطمة لقاحها والحسن والحسين ثمارها وأشياعنا أوراقها فمن تعلق بغصن من أغصانها نجى ومن زاغ عنها هوى ولو أن عبدا عبد الله بين الصفا والمروة ألف عام ثم ألف عام ثم ألف عام حتى يصير كالشن البالي ثم لم يدرك محبتنا كبه الله على منخريه في النار) ثم تلا: [قل لا أسألكم عليه