واجلس حسنا وحسينا كل واحد منهما على فخده ثم لف عليهم كساء ثم تلا هذه الآية: [إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا] وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا] قال: وفي رواية: (اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على إبراهيم إنك حميد مجيد) قال وفي رواية أم سلمة قالت فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي فقلت وأنا معكم يا رسول الله قال: (إنك من أزواج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (1).
أقول هذه الرواية والرواية المتقدمة عن عائشة من أوضح الأدلة على خروج الأزواج من الآية الشريفة بل من حقيقة مفهوم الأهل كما ترى وإن كان كل الروايات المذكورة صريحة في ذلك وهي كثيرة وطرقها متعددة ويؤيدها قول أمير المؤمنين (عليه السلام) في حديث السقيفة: (يا معشر المهاجرين الله الله لا تخرجوا سلطان محمد عن داره وبيته إلى بيوتكم ودوركم ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أهل البيت أحق بهذا الأمر منكم) الخبر وقد مر ولم يقل أحد من الصحابة لأمير المؤمنين (عليه السلام) حين ادعا أن الخلافة إذا كانت له كانت في دار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبيته وإذا خرجت عنه لم تكن في بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا داره، وذكر أنه ومن يؤل إليه أهل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنهم أهل البيت إن دارك غير دار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولم يجبه منهم مجيب بأن أهل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أزواجه وأن أهل بيته نساؤه لا أنتم، بل سلموا له الدعوى