الرأس من الجسد ومكان العينين من الرأس ولا يهتدي الرأس إلا بالعينين). (1) أقول: وهذه الأحاديث مصرحة بوجوب اتباع العترة والاقتداء بهم، ناصة على نجاة متبعهم وهلاك مخالفهم، وأن الهداية لا تحصل إلا بهم، لأن الاعتصام والركوب وجعلهم كالعينين من الرأس كله كناية عن متابعتهم وعبارة عن الأخذ بقولهم لا معنى له غير ذلك، وهذه هي الإمامة بعينها إذ لا يجب على المكلفين متابعة غير الإمام، فهذه من أوضح النصوص على إمامة العترة وبطلان أقوال جميع من سواهم من الناس مما يخالف أقوالهم وفسادها، لأن من عمل بقول غيرهم أو مخالفهم في قول أو عمل فقد ترك الاعتصام بحبل الله وتخلف عن سفينة النجاة، وتبع العجز وترك الرأس ومن كان كذلك زج في النار فأين يذهب بابن أبي الحديد وأصحابه والأشعري وفريقه ومن أعرض عن أهل البيت، وقدم عليهم غيرهم، وفضله عليهم مع علمهم بورود هذه الأدلة أليسوا بذلك قد تعمدوا الهلاك واقتحموا في غمرة الضلال فتراهم يكفرون من لعن أحدا من الصحابة ولا يكفرون معاوية وتابعيه إذ لعنوا أمير المؤمنين (عليه السلام) وأولاده وهو تاج الصحابة وسيد المسلمين مع اشتهار قول النبي (صلى الله عليه وآله) فيه بينهم (من سبك فقد سبني ومن سبني فقد سب الله) (2) وهذا من أدل الأدلة على تركهم العمل بمضمون ما رووه في حق أهل البيت (عليه السلام)، وإعراضهم عنه على عمد، ومن أعجب الأمور إنكارهم النص عليهم والوصية من النبي (صلى الله عليه وآله) وأي نص أصرح من هذه النصوص وأي وصية أبلغ من هذه الوصية؟ وما أدري لو أراد أحد أن يوصي بمتابعة آخر عند هؤلاء ماذا يقول بأجلا من هذه الأقوال ينطق كلا، ولكنهم مالوا عن الحق
(٥٩٦)