التكليف وهو يستلزم المشقة ولا مشقة في المودة بعد حصولها، وإنما المشقة في تركها فلا فائدة في التكليف بها حينئذ فيتعين أن المطلوب هو المودة بالمعنى الأول، أعني المتابعة لأنها هي المقدور عليها والحصول المشقة فيها وتعلق فائدة التكليف وهو بيان المطيع من العاصي بها، فالتكليف بها حسن ويشير إلى ما ذكرنا قول النبي (صلى الله عليه وآله) فيما رواه ابن خالويه: (من مات على حب آل محمد مات شهيدا ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى زوجها) (1) لعدم حصول الإيمان وغيره من المذكورات بدون المتباعة في القول والعمل إذ لو كان المراد غير المتابعة من المحبة في الخبر لاستحق ما ذكر الفساق بل الكفار إذا حصل لهم حالة تقتضي الميل إلى آل محمد وهذا باطل البتة، فالمعنى من مات على متابعة آل محمد مات شهيدا الخ نعم المودة بمعنى المتابعة يحصل منها المعنى الآخر لأن متابعة شخص لآخر وقبول قوله ورضاه بحكمه مما يبعث على زيادة الميل إليه والأخذ عنه واقتفاء آثاره في أفعاله فإذا تكررت صارت صفة حاصلة في النفس حتى تصير ملكة كباقي الملكات لا ينكر هذا ذو روية، ومن جملة ما حررناه تبين وتعين أن المراد بالمودة في القربى هي متابعتهم، وإذا وجبت متابعتهم في الأقوال والأفعال وجب أن يكونوا هم الأئمة إذ لا مفروض طاعته غير الإمام ولا يجب اتباعه على التعيين إلا الرئيس العام، على أن حمل الآية على المعنى الثاني من المودة لا يضرنا في الاستدلال بها على المقصود، لأن فرض المتابعة وفرض ما لأجله تحصل المتابعة سيان في
(٥٩٤)