في أبي بكر (وخليفتي في أمتي) أليس قد كذب الكل بقوله المذكور، وما زال هكذا بعض كلامه يكذب بعضا وقد بينا ذلك من أقواله مرارا لبيان تعصبه وعناده، واعتذر ابن أبي الحديد عن عمر في ذلك وفي قوله أن النبي: يهجر بأنه أخرج هذه الكلمات على مقتضى جبلته الخشنة وموجب طبعه الجاسي، وما هو عليه من الجفاء والغلظة (1) وهذا الاعتذار عنه إثبات لقصوره عن المرتبة التي أحلوه فيها لأنه إذا كان مجبولا على الجفوة والخشونة ومطبوعا على عدم الروية والفطنة كما يقول ابن أبي الحديد لم يجز أن يكون خليفة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يبلغ عنه إلى الأمة الأوامر والنواهي ويسوس الرعية ويؤدبهم وهو في تلك الحال محتاج إلى سائس ومؤدب، ومفهم ومقوم، وقد قال ابن أبي الحديد في موضع من كتابه أن الخلافة نبوة مختصرة (2) والأمر كما
(٤٤٨)