وروى أبو طالب الهروي بإسناده عن علقمة والأسود عن أبي أيوب الأنصاري أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال لعمار: (يا عمار سيكون بعدي هنات حتى يختلف وله السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا وحتى يبرء بعضهم من بعض فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني علي بن أبي طالب فإن سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا فاسلك وادي علي وخل عن الناس يا عمار أن عليا لا يردك عن هدى ولا يدلك على ردى يا عمار طاعة علي طاعتي وطاعتي طاعة الله) (1).
وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني قال: حدثني محمد بن القاسم بن أحمد قال: حدثنا أبو سعيد محمد بن الفضيل بن محمد قال: حدثنا محمد بن صالح العرزمي قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال: حدثنا أبو سعيد الأشجع عن أبي خلف الأحمر عن إبراهيم بن طهمان عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية:
[واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة] (2) قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (من ظلم عليا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي) (3).
أقول وهذا الحديث نص في المطلب وصريح في المقصد قد دل بصراحته على أن من تقدم على علي (عليه السلام) في خلافة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو بمنزلة من جحد نبوته ونبوة من قبله من الأنبياء كما أسلفنا بيانه ويأتي ما هو واضح فيه إن شاء الله ودعوى الخصوم رضاه معلومة البطلان بالبيان والبرهان.